... حدث رياضي استثنائي عرفته بطولة كرة القدم للموسم الرياضي الحالي لابد من الوقوف عنده بتمعن والمتمثل في خلو مرحلة الإياب القادمة منها من أي مدرب أجنبي للأندية الوطنية المكونة بقسم الصفوة وإن لم تخني الذاكرة فهذا يحدث لأول مرة في تاريخ البطولة المغربية منذ انطلاقها موسم 1956 1957 حتى الآن. ووقوع هذا الاتفاق غير المسبق بين المسيرين للأندية الوطنية لتنحية المدربين الأجانب إما أنه عودة إلى الرشد وإنصاف للأطر المغربية التي كانت الصحافة دائما تنادي بوضع الثقة فيها ومنحها فرصة العمل بارتياح، وإما أن التاريخ هو الذي أثبت كفاءة هذه الأطر من خلال إنجازاتها وطنيا وقاريا فكان لابد أن يمتثل المسيرون للأمر الواقع انطلاقا من مبدإ ما حك جلدك غير ظفرك، وفي ذات الوقت التخلي عن المقولة الشهيرة مطرب الحي لا يطرب والتي أصبحت متجاوزة وها نحن نرى اليوم أن البطولة المغربية التي انطلقت بزمرة من المدربين الأجانب كيف أن هؤلاء عجزوا عن مواكبة الإيقاع الفني والتكتيكي الذي انطلق به المدربون المغاربة بمختلف الأندية مما جعلهم يتصدرون المراتب الأولى بعد تحقيقهم نتائج جيدة مصحوبة بعروض قوية جد مقنعة في حين وقع الأجانب في سلسلة من النتائج السلبية المقرونة بمنهجيات تكتيكية متجاوزة فغابت عنهم النتائج وتبعثرت معها العروض المعتادة لدى العديد من الفرق لذلك كان التخلي أكثر من منطقي واللجوء إلى الإطار المغربي عين الصواب في تجربة نريد لها النجاح الذي نرى من مقومات الوصول إليه هو منح سلطة القرار في المجال التقني لهؤلاء المدربين بحكم اختصاصهم فالمدرب مدرب والمسير مسير ولكل نظرته للأشياء على أساس الثقة والاحترام وتحديد الأهداف وطبعاً المحاسبة وفق ما تم الإتفاق عليه ونبذ الإنسياقات الخاطئة التي تأتي بها الرياح، لأن أي عمل يحتاج إلى وقت للوصول إلى نتائجه المطلوبة، فعملية الهدم سهلة مقارنة زمنيا بعملية البناء التي تتطلب الصبر والاحتكام لمبادئ المنافسة الرياضية القائمة على الانتصارات والهزائم والتي يعتبر المعول المهدم بها الاحكام الجاهزة. فلنترك هذه التجربة المتميزة بتسلم مقاليد التأطير التقني لأسماء مغربية بكل الأندية المغربية تأخذ وقتها من العمل والعبرة بنهاية الموسم الكروي الحالي... !!