أكد عبد القادر الكيحل الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية في ندوة نظمها المعهد العالي للصحافة والاتصال بالدارالبيضاء أن الشباب المغربي أضحى اليوم ضحية للوضع السياسي المغربي المتأزم منذ 50 سنة وهو الذي يؤدي فاتورة التراجع الديمقراطي الذي تشهده الساحة السياسية في الآونة الأخيرة. وأفاد عبد القادر الكيحل في الندوة التي اختار لها منظموها عنوان «الشباب و السياسة في ظل تحديات المستقبل« أن انعدام مبدأ التداول داخل الأحزاب السياسية حال دون فتح المجال للشباب من أجل تحمل المسؤولية داخل المجال الحزبي والمساهمة في تدبير الشأن السياسي. و أضاف الكيحل في الندوة التي نظمت الأسبوع الماضي بالمعهد العالي للصحافة و الاتصال في الدارالبيضاء أن تسلل نخب انتهازية إلى الحياة السياسية أسهم في الردة التي عرفها المشهد السياسي ،وذلك من خلال الحملات التي استهدفت الحركة الوطنية والكتلة الديمقراطية وخلق حزب جديد هجين يتوفر على مقومات الأحزاب الإدارية ولا يتوفر على امتدادات شعبية، كلها عوامل أدت إلى نفور الشباب من السياسة ومن العمل الحزبي. و أشار الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، في الندوة التي شارك فيها كل من إدريس الرضواني الكاتب الوطني للشبيبة الاشتراكية و علي اليازغي الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية،إلى التحديات التي تقف أمام الشباب الذي يرغب في دخول عالم السياسة و التي تستلزم تضافر جهود كافة القوى السياسية من أجل كسب هذه التحديات ، مضيفا أن 70 في المائة من الغالبية اليقينية للشعب المغربي هي من الشباب تمثلها في المجال السياسي أقلية يتجاوز سنها 50 سنة فما فوق لذلك فإن على الشباب أن ينتزع مكانته الديمغرافية التي يجب أن تنعكس داخل الحياة السياسية. ولم يدع عبد القادر الكيحل الفرصة تمر دون أن يدعو إلى مواصلة المسيرة التي بدأها أسلافنا لما كانوا شبابا وساهموا في تطوير عمل الحركة الوطنية وتحدوا كل أشكال الاستعباد وواجهوا الأحزاب الإدارية التي تهدف إلى تمييع العمل الديمقراطي وتقويض جهود الحركة الوطنية و السير بالبلاد نحو الأزمات السياسية . واستنكر الكيحل كل المبادرات و التصريحات التي تحاول الإجهاز على الجهود النضالية التي راكمتها شبيبات الأحزاب السياسية ومن بينها تصريحات وزير الشبيبة والرياضة الذي يفترض فيه أن يكون داعما للشباب وهو الذي يقود حملة ضد الجمعيات التاريخية في محاولة يائسة منه لطردها من دور الشباب . من جهته اعتبر إدريس الرضواني الكاتب الوطني للشبيبة الاشتراكية أن الحركة الشبابية المغربية ليست وليدة اليوم وأن الشباب المغربي لم يكن في وقت من الأوقات غائبا عن المحطات المهمة التي عرفتها بلادنا، فالحركة الشبابية انطلقت منذ عهد الحماية و رفعت بكل تحدي شعار مواجهة الاستعمار حيث شكل مناضلو الحركة الشبابية قيادات وقواعد أحزاب سياسية ونقابات طلابية وتلاميذية. وزاد أن الجامعة المغربية عرفت حركة سياسية ونقابية كان الطلاب يلعبون فيها دوراً أساسياً حيث كانت مطالبهم السياسة والاجتماعية والحقوقية تلقى تجاوبا غير مشهود على المستوى الوطني والدولي . و أوعز إدريس الرضواني تفشي حملات التمييع التي يتعرض لها العمل الحزبي إلى سياسات سابقة كانت تحول دون أن يبادر الشباب إلى السياسة ومنها السلوكات الترهيبية وجرائم التزوير في عدد من المحطات الانتخابية ، ناهيك عن نهب المال العام الذي تعرضت له ثروات البلاد نتيجة سوء التدبير وكذا بسبب الإجهاز على التنظيمات الطلابية والتلاميذية التي تعتبر مدرسة للتكوين السياسي. وقال الرضواني «إنه رغم كل ما سبق مازالت الحركات الشبابية تناضل من أجل الدفاع عن القضايا الوطنية، والقضايا الإنسانية القومية ولم تتأثر بمحاولات التشويش على مسيرتها النضالية». و في مداخلته أبرز علي اليازغي الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية الدور الذي باتت تلعبه المنظمات الشبابية المنتمية لأحزاب الكتلة الوطنية . و أفاد أن المنظمات الشبابية اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالتحضير لمستقبل يلعب فيه الشباب دوراً محوريا و رائدا على جميع المستويات. مؤكدا أن تركيز هذه المنظمات يجب أن ينصب على عدد من الواجهات الشبابية ... و مشددا على أن واجب هذه المنظمات يقتضي منها التصدي للمد الانفصالي الذي بات يواجهه شبابنا بالأقاليم الصحراوية، إذ يجب القيام بمجهود مضاعف من أجل استقطاب الشباب والنضال معه لتحسين واقعنا السياسي. واعتبر علي اليازغي أن مستقبل الشباب المغربي لا يمكنه أن يكون مضمونا إلا في دولة الحق والقانون .