أفادت مصادر إعلامية من الجزائر أن عدة أحياء في المدينة شهدت مظاهرات احتجاجا على الظروف المعيشية ، وعلى غلاء الأسعار، مضيفة أنه قد سمع إطلاق نار في مناطق متفرقة من المدينة، في حين اعتقلت قوات الأمن الشيخ علي بلحاج، نائب رئيس« الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة. وأكدت المصادر ذاتها أن المظاهرات اندلعت في أحياء ساحة الشهداء ، وبلكور ، وباش جراح ، وباب الواد ، واسطاوالي. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان إن عشرات المتظاهرين أغلقوا ،مساء الأربعاء ، عدة طرق، وأضرموا النار في العجلات المطاطية بحي باب الواد، كما أغلقوا الطريق المؤدية إلى المقر الرئيسي للشرطة. من ناحية أخرى، اعتقلت السلطات الجزائرية الشيخ علي بلحاج، نائب رئيس« الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة، وذلك أمام المقر المركزي للأمن الجزائري. ويأتي اعتقال بلحاج ، رفقة أحد أبنائه ، وشخصين آخرين، بعد إلقائه كلمة أمام جمع من المتظاهرين في حي باب الواد بالجزائر العاصمة. وقد شهدت مدينتا جلفة بالجنوب، ووهران بالغرب بدورهما ، مظاهرات واصطدامات من أجل التنديد بالغلاء، وأوضحت مصادر إعلامية أن مقر بلدية وهران ومنشآت حكومية أخرى تعرضت للرشق بالحجارة. كما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن عدة بلدات بولايات تيبازة ، والبليدة ، وعنابة ، والطارف، شهدت احتجاجات مماثلة. وكانت 17 عائلة في حي ديار الشمس، بالجزائر العاصمة، قد هدّدت قبل أيام بالانتحار الجماعي إذا رفضت السلطات الاستجابة لمطالبها المتمثّلة في توزيع عادل لشقق سكنية من المقرر أن تُرحّل إليها. ورفضت هذه العائلات مغادرة حي ديار الشمس إلى المساكن المقترحة عليها بسبب ما تسميه التلاعب في عملية الترحيل، واحتجاجا منها أيضا على مساحة الشقق الجديدة. يشار إلى أن الجزائر تعتمد في اقتصادها أساسا على مداخيل المحروقات، وقد حقق ميزانها التجاري خلال الشهور ال11 الأخيرة من العام المنصرم ، فائضا بلغ 14.83 مليار دولار أميركي مقابل 4.68 مليارات دولار في المدة نفسها من العام الماضي.