هناك جدل في مفهوم القوامة بين اعتبارها مسؤولية يحاسب عليها الرجل أو اعتبارها تشريفاً وتكريماً لقوته العضلية والعقلية. استغلال القوامة في مجتمعنا يلقي باللوم على التشريع والإسلام الذي يصور هذه الصورة غير أن الفهم الديني بعيد كل البعد عن تشوهات المفهوم لدى البعض. يعتبر الكثيرون ان القوامة هي نوع من تقسيم العمل داخل الأسرة وهي مسؤولية ووظيفة اجتماعية يتحملها الرجل ويحاسب عليها أكثر مما هي تشريف واستعراض لقواه الرجولية والبعض يعتبر القوامة إدارة أسرة وليست رئاسة بمعنى الحكم المطلق الذي لايقبل التشاور و يحارب حرية الرأي وبذلك يقتل الإبداع ويميت العقل. بل هي أداة موجهة نحو خير الأسرة ونحو الحفاظ على سفينتها من الغرق خاصة حينما يكون هناك أكثر من ربان على ظهرها, وبهذا يكون مفهوم القوامة موجهاً للرجل نحو إشعاره بمسؤوليته الأسرية في الحفاظ على البيت والعائلة بعيداً أيضاً عن الإهمال والنسيان. إذن القوامة حسب المفهوم الديني هي آلية تنظيمية لتقسيم العمل داخل الأسرة وحمايتها وهي عملية متابعة واهتمام كي لاينسى الرجل مسؤوليته الأسرية وهو في غمار العمل والمهنة واهتمام الرجل بأسرته سيساهم كثيراً في تعزيز الأمن النفسي والأسري وفي حفظ العلاقة الزوجية بما في ذلك الإشباع العاطفي وتعزيز أواصر الحب بين الطرفين تحت أجواء المودة والرحمة المنشودة. وكل تفريط أو إفراط في هذا المضمون يؤدي الى نتائج معاكسة وأمور غير محمودة قد تكون سبباً في هدم الأسرة وتهديداً لحياة ومستقبل القوامة والذي يبدو في مظاهر كثيرة نذكر منها: 1- إلغاء شخصية المرأة ففي مفهوم الديكتاتورية والتسلط هي ليست شريكة حياة إنما هي تابعة تنفذ فقط وتسمع وتطيع مهما كانت الأوامر وهي على هامش الحياة الزوجية، هذا الإلغاء له آثاره الخطيرة على نفسية المرأة وعلى دورها التربوي وعلى تخطيطها لمستقبل حياتها وهذه الحالة تنعكس آثارها على الأولاد أنفسهم, وهذا الإلغاء سيجر الى نتائج قاسية كثيرة أخرى. 2- ازدياد العنف ضد الزوجة بكل أشكاله ومظاهره سواء العنف الجسدي أو النفسي ويأخذ هذا العنف مجراه كإجراء ردع أمام أسئلة الزوجة العادية أين تذهب؟ ,متى تعود؟ أو أمام تأخرها في تلبية الحاجات حتى لو كانت معذورة أو هو مجرى استعراض القوة العضلية للتذكير بالسلطة. 3- غياب الشعور بالأمن الأسري : فالمرأة هنا تعيش الخوف والتهديد إزاء بسط المواقف وينعكس هذا حتى على بيتها فالبيت كله مهدد وخائف وحينما ينعدم الأمن النفسي يتهدم التوازن النفسي أيضاً. 4- احتقار المرأة الدائم فهي الأدنى والأضعف وهي بلا عقل وبلا فهم ناسين أن الجنة تحت اقدام الامهات وان النساء شقائق الرجال. 5- غياب مفهوم العلاقة الزوجية من علاقة بين اثنين تقوم على الحب والمودة إلى علاقة استعباد وسيطرة ومحاولة فرض الأوامر لا أكثر. 6- إجبار المرأة على الطاعة في اشياء لا تريدها وضد قناعاتها الشخصية..