قال الراوي على لسان حالها ؛ علمها آدم يوم الخلق ضمير الله ؛ بسملها في فاتحة الحسن أعطاها ميراث البحر؛ يوم رماها النورس في شاطئه تعرت ، من شجون الأشياء ، ألقتها في شريان الناي؛ مترعة تلك الأوتار، ومفعمة تلك الكلمات بمزامير الأسرار ؛ - أنا الأنثى.. شاعرة في قلب الأمواج تؤنسن حبرتها بقراءات الجزر وما يخفيه عن المارة من مد الأغوار ؛ مسربلة بين يدي وعيني ألف شباك يستدرجني الصدف الوهاج ، فأنسل مثل اليخضور الممرع في حوص الأسماك خيطا يوصلني الى الحرم العشقي الموصول بفتوحات المعراج.. حين أقلب سفر المحارات، ألمس فيها أعشاب التكوين وعرائش حلم يتشابه فيها الواقع بالوهم المجهول التحيين؛ تغشاني سحب حمراء، حتى يمتد الظل ؛ فيحجبني مسراه عن صوت النورس يسكنني سرا؛ منذ تلوت بمحضره سور الأبجديات ، من سفرالحكمة والإشراق وأنا المضمرة المكنونة في قطب كواكبه.. إن مدارات الإلهام منه اليه؛ قافية بروي التأنيث ، ولزوم في ما لا يلزم في بيت التأثيث ( في زاوية الألحان على مرمرها .. " كناش الحائك رفراف ) أرخي خيط السرد أخاطبه ؛ .. يا أنت ? الأنت من إسرائك كان عروجي إلى قدس الأفلاك ، وعلى هدي حدوسات النجم.. جئت إليك ، أغذ السير إلى بيت لا يسكنه إلا أرباب الشطح الموزون بطبوعات " الكناش".. أتعثر في خطوي؛ وفي غلس الحيرة يهتز القرط الصدفي في أذني ، بالوشوشة البيضاء يذرذرها همس البوح على شط الاغواء... يسألني قلمي ، بالدفق المترع بالأحزان؛ - هل جف الحبر الأخضر في خلجان الروح ؟ فلم يكتبني " وادي كيتان " على ريش حمام حرف الغزل المحمول على أهداب الضوء ، كسرب غزالات مسراها معراج الأسماء بموكبها راحلة إلى عين الشمس يظللها شفق الأمداء يعريها التيه بأصيعه من ريش الكلمات.. تسألني الساعة في معصمي ( ينطق بالنبض ، في دورتها ) هل بين البحر ، وبيني ثلج الأطلس ممتدا إلى جبل الريف؛ يقول الشاهد والراوي والحبق المتدلي من تافدة " الفدان " ليلكة تسري كالأوصال؛ إلى باب البحر وشناشيل القصبة ؛ تزهو بين الأسوار ، ( هي طنجا العاليا على مرمى قوس قزح) تساورني وسوسة يزرعها إبليس التلبيس على حاشية الجدران قرب البوابة من ذاتي نبتت أعشاش لخطاطيف تزوق هدب الأفق المجروح على مرمى ومض من حدسي كل مساء بمواويل الإبحار تواكبها أسراب الأصداء تتناغى في كل مكان صوتا أبيض أو صمتا مرنان ؛ وأنا الأنثى .. بالوهم؛ أحاكي ظل غزالات ضلت شاردة في دنياها ( مثلي ) يرعاها طيف الملكوت يحميها بالورد المضمر في جمر الصلوات ؛ وفي الخلوة حين يناجيني صحو الوجدان ، أمسك بالخيط المعقود بألوية وضفائر هذا الليل؛ يتمدد حرف الحرف على جسدي، يتكور أقمار كب حمراء على رحب النفس، أسيجها بأصابع خوفي، خيفة أن تسقط سهوا في سجن الحيات..؛ أنى لك أن توقف شلال النسغ المتفجر من عرق الاخصاب ، على قارعة الاغواء ؟ والوقت الهارب مني يتجمد في قاع الفنجان .. أسأل بصارة حي الشعراء، والساعة كالسيف على معصمي عاصمة لي ، من زيغ الظن وزلات الكبوات .. يعود الى عيني رشد الحيران لاهثة متشوفة أستفسر صمتي عن جوهر حزب البر وحزب البر ؛ عن اشراقات ابن مشيش ظلت مفردة ويتيمه؛ تحوي إعجاز بيان ، ( زج بها في بحر الوجد أخرجها من أوحال النهر، أغرقها في عين الوحدة حتى لا تسمع ، لا تنظر لا تشعر ،إلا باسم الأنثى ، سر حقيقتها وحقيقة " مشكاة" هي نور الثقلين . من عين يقين ؛ كحجاب أعظم يسري في الروح وروح السر هو الحق والتاء بأحرفه جردها ،ليكون الأول والآخر ) كيف ترين الآتي ، من مجهول المعلوم ومعلوم المجهول ؛ والرحلة متسع لعذاب الكشف المسجون خلف حجاب ؟ جالت في العين أمارات التسآل، تلوح بالمنديل الأبيض نقطه.. منقار النورس بالأزرق من حبر الفجر ( سخر لي ، كل الأهوال في بدء الرحلة ، أو في غايتها سخر لي كل الأشياء ، طوع لي كلا الأسماء أطويها أرقمها على رحب الكف ) قال الراوي .. أتراها تغرب في شفق العين. على بعد من عدوة أندلس "أندلسي" شمس العميان؟ غابت عن بصري بصارة " حي الشعراء" ربما ظلت عالقة بعليقة تاء التأنيث علة جذر وبذر لغصن يتملى " جني ثمار " والغاوي على رحب الأرض شيطان رجيم وهي الأنثى يتلولب عرش السلطان على أصبعها، دون رجم بالغيب وكشف للريب