لم يعد النادي القنيطري لكرة القدم يخيف الفرق المتنافسة في البطولة ،رغم تاريخه وأمجاده وإنجازاته حتى التي حققها في بداية الموسم الرياضي الحالي أمام فرق قوية كالوداد والجيش، وأصبح بإمكان أندية في مؤخرة الترتيب النيل منه ،ففي الدورة السابقة تعادل مع شباب قصبة تادلة في عقر داره ،وفي المباراة التي جرت أول أمس السبت بملعبه برسم الدورة 14 من بطولة النخبة اندحر أمام شباب الحسيمة بهدفين دون رد، سجلهما في الشوط الأول وخلال ست دقائق فقط كل من أشرف العربي اللاعب السابق في الكاك في د 30 ،والهدف الثاني من توقيع عبد الغني معاوي في د 36 .. وكان ينتظران ينتفض فرسان سبو خلال الشوط الثاني ويعودون إلى المباراة ،لكن وأمام دهشة الجمهور واصل الفريق اللعب بدون روح، وافتقد إلى المبادرة ،وبدل ان يلجأ إلى التمريرات الطويلة لربح المساحات ،ظل وفيا لنفس النهج اللعب القصير،ما جعله عاجزا عن بناء عمليات هجومية تخترق دفاع الحسيمة، ولم تسهم التغييرات التي أقدم عليه المدرب أوسكار في قلب الكفة لصالح المحليين خصوصا حين استبدل مهاجم (رواني ) بلاعب وسط (بورحيم) ،وفي المقابل لم يتراجع الزوار إلى الوراء ،بل واصلوا اندفاعهم نحو مرمى بنمويح ،مستغلين ضعف اللياقة لدى المحليين، وسدوا جميع المنافذ ،وشلوا تحرك اللاعبين الرئيسيين برواس، بلال، العروي ،والأندلسي واستطاعوا الحفاظ على النتيجة إلى النهاية.. وكان للنتيجة وقع الصدمة على الجمهور القنيطري الذي غادر المدرجات ،وهو في حالة غضب شديدة ،وفي المقابل كانت إيجابية جدا لفريق الحسيمة الحديث العهد بقسم الكبار والذي يطمح إلى تعزيز وجوده في المنافسات .. عبد القادر يومير مدرب نادي شباب الحسيمة الذي بدا منتشيا بالنصر، قال في تعليقه على المباراة ان فريقه كان في حاجة إلى مثل هذا الفوز لتعويض ما ضاع في فترة الذهاب الموشكة على الانتهاء ،مبرزا انه قدم إلى القنيطرة للعودة بثلاث نقط ،وأضاف ان معرفته بالنادي القنيطري الذي دربه في وقت سابق ،والخطة التي تم نهجها والمعتمدة على تضييق المساحات ،واللعب الهجومي مكنت من تحقيق حصيلة مهمة عززت الثقة في نفوس اللاعبين ، موضحا في ختام تعليقه ان الحاجة اليوم ملحة لجلب مهاجمين اثنين من أجل التغلب على الضعف الذي يشكو منه خط الهجوم وإعطاء الانطلاقة الحقيقية للنادي .. أما بالنسبة للنادي القنيطري وبإجماع المتتبعين فإن الهزيمة وضعت الفريق على فوهة بركان ،وأخطر السيناريوهات والقصد النزول إلى القسم الوطني الثاني بات من هواجس الكثيرين من محبي النادي ،ما لم يخضع الأخير إلى عملية قيصرية تشفيه من الأدواء التي تنخر جسمه، وتمنحه جرعات قوية لمواجهة تحديات مرحلة الإياب القادمة من اجل ضمان بقائه في قسم الصفوة ،وهو ما يبدو في نظر الكثير من المهتمين صعب المنال في ظل الضعف والسلبية اللذين يطبعان دائرة القرار بالنادي .. و فيما حاول البعض داخل المكتب المسير تحميل الهزيمة لأوسكار وحكم المباراة رضوان جيد من عصبة سوس الذي طرد مساعد المدرب نور الدين الجعواني خلال مجريات المباراة ،وجه الجمهور القنيطري الذي خرج مصدوما وساخطا من الملعب البلدي سهام نقده إلى المسيرين ،وحملهم مسؤولية النتائج الوخيمة التي حصدها النادي في جل المنافسات وجعلته يراوح مكانه في المنطقة المكهربة .. ومن جانب آخر لم يخف بعض اللاعبين تأثرهم بالجو المتوتر السائد في النادي ،مما كان له انعكاسات مباشرة على أدائهم ،الذي لم يعد مستقرا وفي وتيرة متناقصة لا تجعلهم يطمئنون إلى مستقبلهم ،ويأمل جلهم ،وبما في ذلك الطاقم التقني تغيير الأجواء والخوض في تجارب مع أندية أخرى .. وفي هذا السياق نشير انه بعد ان فقد النادي أحد أعمدته ويتعلق الأمر بعبد الرحيم أبرباش الذي انتقل إلى الكوكب المراكشي، فان المفاوضات قائمة لبيع المدافع ممادو إلى نادي الظفرة الإماراتي الذي قدم مبلغ 800 مليون لإبرام الصفقة . وهناك أخبار أخرى مؤكدة عن اتصالات بين الكاك والمغرب التطواني الذي عبر عن رغبته في جلب حارس المرمى زهير لعروبي .. غيران ما زاد في تأجيج غضب الجمهور هي الممارسات التي سجلت خلال مباراة الكاك شباب الحسيمة ،فالتنظيم كان سيئا كالعادة ،وأكد أكثر من مصدر موثوق به ان بطاقات الدعوة « أنفيتاسيون» كانت معروضة للبيع من طرف حراس محطات وقوف السيارات ب 35 درهم .. وفي سابقة لم تشهدها ملاعب المغرب مَنع عدد من عناصر جمهور حلالة ( اللي كيحماقوا على الفرقة ) من ولوج الملعب من طرف مليشيات بزي موحد حاولت التحكم في المدرجات ،واعتقلت الشرطة لساعات اثنين من المتفرجين كانا دخلا في نزاع مع أفراد هذه المليشيات التي اعترف أحد عناصرها خلال الاستماع إليه من طرف رجال الأمن بأنه كلف بملاحقة كل من ينتقد التسيير، وهو ما أشاع المزيد من التوتر والغضب...