تعيش الجماهير الرياضية المتتبعة لمسيرة فريق شباب قصبة تادلة لكرة القدم منذ بداية الموسم الكروي الجاري وإلى حدود الدورة 12 من بطولة النخبة على إيقاع النتائج السلبية التي يحصدها الفريق التدلاوي دورة بعد أخرى ، ولعل هذه الأوساط تداولت عن مضض الوضعية التي رافقت الفريق منذ انطلاقة الموسم ، هذه الوضعية المتجلية في ضعف الإمكانات المادية إن لم نقل انعدامها . هذه الوضعية أثارت الجدل وطرحت أسئلة لا نظن أن أجوبتها موجودة الآن ، وإنه من الصعب أن يبق الفريق دون موارد مالية قارة وكافية لمقارعة الأقوياء في بطولة لاتؤمن إلا بالأقوياء على العديد من المستويات ، ومن الصعب كذلك مواصلة الرحلة الكروية بتبرعات وهبات و من هنا وهناك ... وحين تبقى الحلول الترقيعية هي السمة الطاغية فإنها تنعكس سلبا على مسيرة الفريق .فالفريق منذ الدورة الأولى من هذا الموسم وهو يتخبط في مشاكل تقنية عسيرة ، لاملعب للتداريب و لا ملعب لإجراء المقابلات الرسمية ويبقى مكرها للتنقل لمدينة الفقيه بن صالح لإجراء حصصه التدريبية وإلى ملعب الفوسفاط بمدينة اخريبكة لاستقبال منافسيه ، وضعية شاذة ولا تعجب العدو ولا الصديق . فقد استبشرنا خيرا مع نهاية الموسم الماضي والفريق في أوج نشوته بالصعود أن الملعب البلدي بمدينة قصبة تادلة سيعرف أصلاح من قبيل تكسية أرضيته بالعشب الاصطناعي وبناء مدرجات وأنه سيفتح أبوابه مع نهاية شهر نونبر الماضي ، لكن مع الأسف الشديد كلام الصيف محاه نسيم الخريف وكل شيء من هذا وذاك ما هي إلا تمنيات ، توقفت الأشغال وتأجل معها كل شيء ، وظل الفريق يتدرب ويستقبل خارج قواعده في انتظار الذي تأتي ولا يأتي وازدادت مع كل هذا هزات الفريق التدلاوي وظلت نتائجه التقنية مزعجة للغاية ولا تبعث على الاطمئنان . وضعية من هذا القبيل لايمكن بأي حال من الأحوال ومهما ضم الفريق من لاعبين و من مؤطرين جيدين أن يؤدي وظيفته الرياضية والتربوية معا ، وفي ظل هذه المشاهد المخجلة و المقلقة في آن واحد نأمل أن تتحرك النيات الحسنة و الجهات المسؤولة كل من موقع مسؤوليته حول الفريق التدلاوي لإنقاذ ما يمكن و إلا فإن دار لقمان ستبقى حالها و يكون مصيره مصير بعض فرق الجهة قبله . ومع تباين النتائج التقنية التي حققها الفريق وتدحرجها بين السيئ و الأسوأ ،(ثلاث تعادلات وثمانية هزائم )عوامل اجتمعت كلها وجعلت فريق شباب قصبة تادلة محتلا مرتبة مؤدية إلى القسم الموالي ليعلن البعض عن حسرته وليتشفى البعض الأخر على ما آلت الكرة بهذه المدينة ، وعليه تكون خسارة القصبة تفرض على كل الفعاليات وضع اليد في اليد وتلافي الخلافات لإعادة الاعتبار لهذه المدينة التي أنجبت في الماضي أمثال المرحوم الخراطي و الحريري وآخرون ، ونقطة حسنة لكل الذين ضلوا إلى جانب الفريق رغم الأزمات التي لحقت بالفريق وانحناءة للأطر التقنية وللاعبين وللجمهور الرياضي بمدينة قصبة تادلة وغيرها من المدن.