أوقعت العواصف والثلوج والأمطار الغزيرة في عدد من الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط نحو عشرين قتيلا وعشرات المصابين، وتسببت في خسائر مادية في العديد من المنشآت وانقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق. وأدى سوء الأحوال الجوية إلى إغلاق عدد من الموانئ وتسبب في اضطرابات بحركة المطارات والطرق، كما أوقفت السلطات المصرية الملاحة في قناة السويس. وشهدت العاصمة المصرية عاصفة ترابية قوية لليوم الثاني على التوالي، حجبت الرؤية على الطرق الخارجية التي تربط القاهرة ببقية أنحاء البلاد. وأوقفت السلطات مرور السفن من قناة السويس بسبب الرياح القوية التي بلغت سرعتها 100 كلم/لساعة والتيارات المائية والأمواج التي تجاوز ارتفاعها عشرة أمتار. ولم تقتصر الاضطرابات على قناة السويس، بل عانت السواحل المصرية الأخرى بالقدر نفسه، فأغلقت السلطات عشرة موانئ على البحر الأحمر، وبوغازي ، والإسكندرية ، والدخيلة، وأنقذت أجهزة وزارة الري إحدى قرى محافظة كفر الشيخ في الدلتا من الغرق جراء ارتفاع أمواج البحر المتوسط، بينما ضربت عواصف ترابية مناطق عدة من شمال مصر. كما أغلق مطار الغردقة على ساحل البحر الأحمر، وقتل عشرة أشخاص جراء حوادث طرق، في حين لقي ثلاثة أشخاص آخرين مصرعهم جراء انهيار مصنع للملابس الجاهزة في مدينة الإسكندرية وأصيب ستة آخرون بجروح خطيرة. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر أمني في الإسكندرية إشارته إلى وجود نحو عشرين من عمال المصنع ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض لا يعرف مصيرهم. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن ثلاثة آخرين قتلوا في الإسكندرية بعدما سقطت على أحدهم شجرة ، وعلى الثاني جزء من عقار، وعلى الثالث لوح معدني، في حين قتل شخص بمحافظة كفر الشيخ بسبب انزلاق سيارته على طريق سريع، وأتلفت الأمطار الغزيرة مئات الأفدنة من المزروعات. وفي سوريا ، أدى ارتفاع الأمواج في شرق البحر المتوسط وسرعة الرياح العاتية إلى إغلاق ميناء طرطوس. ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال عن مصادر سورية أن بحارين سوريين قتلا جراء تحطم قاربهما لدى محاولتهما مساعدة سفينة جورجية جنحت في ميناء طرطوس، بينما غرقت مساحات واسعة من محافظة طرطوس في ظلام جراء انقطاع التيار الكهربائي. وأدت الانهيارات الطينية إلى غمر مئات من البيوت البلاستيكية بمياه الأمطار، مما تسبب في خسائر مادية تقدر بملايين الدولارات. وشهدت العاصمة السورية ، دمشق ، أعلى معدل هطول للأمطار والثلوج، وحذرت الأرصاد الجوية من وقوع سيول في الوديان والمنخفضات، في أول هطول في هذا الوقت من السنة منذ خمسين عاما. وبلغ سمك الثلوج في ريف دمشق نحو متر واحد. ونتيجة للأحوال الجوية ، قُطعت الكثير من الطرق في المحافظات السورية بسبب الثلوج وتشكل السيول نتيجة الأمطار الغزيرة، بينما قطعت بعض الطرق في المنطقة الشرقية والجزيرة بسبب الغبار الكثيف والرياح الشديدة. أما في لبنان ، فما تزال البلاد لليوم الثاني على التوالي تحت تأثير عاصفة ثلجية قوية أدت إلى قطع الطريق الدولية بين بيروتودمشق بسبب تراكم الثلوج في منطقة ضهر البيدر المؤدية إلى وادي البقاع شرق لبنان. وأدت العاصفة إلى أضرار كبيرة في الممتلكات والمزروعات وغزت بعض القرى، بينما توقفت حركة الملاحة في المرافئ. وإلى جانب الأضرار المادية ، أدت العاصفة إلى سقوط قتيلة في بلدة بشمال لبنان. وأدت الرياح إلى أضرار في أعمدة شبكات التوزيع الكهربائية في بعض المناطق اللبنانية، مما تسبب بانقطاع التيار في بلدات عدة. وفي الأردن، تسببت أحوال الطقس السيئة في وقوع حوادث مرورية، بينما عرفت الضفة الغربية عواصف ترابية وطقسا سيئا، وشهد قطاع غزة موجة أمطار ورياح تسببت في غرق عدد من القوارب. ووقعت تشققات سطحية في جزء من ميناء غزة البحري، وأطلقت تحذيرات من سيول وفيضانات. وفي إسرائيل، أدت الأمطار الغزيرة والرياح القوية إلى اضطراب الحركة المرورية إلى غرق سفينة مولدوفية ، واقتلاع 120 شجرة في تل أبيب وحدها، في حين أشار التلفزيون الإسرائيلي إلى جرح 30 شخصا جراء حوادث متعلقة بالأحوال الجوية. أما تركيا ، فقد شهدت تساقطا كثيفا للثلوج، وهو ما أدى إلى قطع الطريق بين أنقرة وإسطنبول.