تفكيك منظمة إرهابية بتعاون أمني بين المغرب وإسبانيا    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    زنيبر يبرز الجهود التي تبذلها الرئاسة المغربية لمجلس حقوق الإنسان لإصلاح النظام الأساسي للمجلس    وهبي: مهنة المحاماة تواجهها الكثير من التحديات    رئيس مجلس النواب…المساواة والمناصفة أبرز الإنجازات التي شهدها المغرب خلال 25 سنة    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ في زيارة تاريخية للمغرب    تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    الأحمر يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    ارتفاع مؤشر التضخم الأساسي ب3% الشهر الماضي في المغرب        بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    دفاع الناصري يثير تساؤلات بشأن مصداقية رواية "اسكوبار" عن حفل زفافه مع الفنانة لطيفة رأفت    مفتش شرطة بمكناس يستخدم سلاحه بشكل احترازي لتوقيف جانح    انهيار سقف مبنى يرسل 5 أشخاص لمستعجلات فاس    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    مشروع قانون جديد لحماية التراث في المغرب: تعزيز التشريعات وصون الهوية الثقافية    استئنافية طنجة توزع 12 سنة على القاصرين المتهمين في قضية "فتاة الكورنيش"    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        كيوسك الجمعة | إيطاليا تبسط إجراءات استقدام العمالة من المغرب    توقعات أحوال الطقس لليوم الجمعة    أنفوغرافيك | صناعة محلية أو مستوردة.. المغرب جنة الأسعار الباهضة للأدوية    تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..        المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في منتدى فاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي
الدبلوماسية الدينية والثقافية في خدمة الأمن والسلام العالميين
نشر في العلم يوم 14 - 12 - 2010

أوصى منتدى فاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي في موضوع " الدبلوماسية الدينية والثقافية في خدمة الأمن والسلام العالميين دورة علال الفاسي" بإيلاء الأهمية القصوى للنهوض بجامعة القرويين العريقة لما تمثله من رمزية في تاريخ المعارف الإسلامية.
وأكد هذا المنتدى الذي نظم أيام 4،5،6/ /122010 بمدينة فاس تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس وبدعوة من المركز المغربي المتعدد التخصصات والدراسات الإستراتيجية والدولية والجماعة الحضرية لفاس ومؤسسة علال الفاسي وبتعاون مع عدة شركاء مغاربة وأجانب، على أهمية الدبلوماسية الدينية والثقافية كعناصر مكملة للدبلوماسية الرسمية.
وناقش منتدى فاس الذي اختتم أشغاله ببرقية ولاء وإخلاص رفعها إلى مقام جلالة الملك وحضره العديد من المفكرين والأدباء والمثقفين ورجال السياسة في خمس ورشات العديد من المواضيع، كالنقد الذاتي كعنصر محدد في العلاقات الدولية الجديدة: أعمال علال الفاسي كمرجعية، ودور العمل الدبلوماسي في العلاقات الدولية، ومكانة الدبلوماسية الدينية والثقافية في العلاقات الدولية المعاصرة ودور المجتمع المدني في التقريب بين الشعوب والدبلوماسية المشاركة في خدمة السلم والأمن العالميين.
أحمد العبادي ، أمين عام الرابطة المحمدية لعلماء المغرب:تجرأ على الحلم و سوف تجد الكون كله متآمرا معك لتحقيقه
أيها الحضور الكريم :
إنها لمهمة صعبة و قد اكتهل الليل و طر شاربه، و اقترب أوله من آخره، مما يلزم حتما للتجانف عن التحذير و العذول و الإناطة بالتقرير.
نادت أشاوس فاس فكنتم لصوتهم صدى ، شيمة الأسد الضواري بالأسد، نعم فاس للأكوان مازالت تحفظ ودها ، فهل لي عندكم مثل مالكم عندي؟
بالنظر إلى هذه الوجوه النيرة ما أخال مدينة فاس إلا قائلة : نعم ، لي عندكم ما لكم عندي.
حكمة بلغة تفننت مختلف الحضارات للتعبير عنها، في الفضاء الإسلامي عبر عنها مولانا جلال الدين الرومي رحمه الله و رضي عنه حين تكلم عن السبعة نفر الذين كانوا في غابة، فصادفوا في طريقهم فيلا، الرؤية كانت متعذرة، فأخذوا يلمسون الفيل و يحاولون وصفه، فمن قائل حين لمس الساق: هي سارية من مرمر قد عتت عليها ظروف التعرية فنقشت عليها شقوقا تحتاج إلى ترميم، و الذين لمسوا الخرطوم قالوا : هذا جسم لزج يكاد يكون ثعبانا ، و الذين لمسوا البطن قالوا : هذه قبة، وهكذا .. كل قد اجتزأ من الحقيقة بجزء .
الحكمة البالغة الكامنة هنا و التي تقريبا عبرت عنها كل الحضارات و الميثولوجيات هي الآتية : أيتها الحضارات ، افقدي نسبيتك و سوف يغيض عرفانك ، و سوف يتردى إنسانك ، و سوف يخرب عمرانك ، و سوف تنقض أركانك .
أيتها الحضارات ، حافظي على نسبيتك ، سوف يزهر عمرانك و سوف يونع عرفانك ، وسوف ينبل إنسانك و سوف تمتن أركانك.
الكسب البشري دبلوماسيا و اقتصاديا لاشك أنه قد أدى كثيرا من المهام ، لكن لا شك في الآن ذاته أنه مؤطر بمجموعات من - الباراديغمات- و من - الكوسمولوجيات- ، والتأكد من هذه - الباراديغمات- الكامنة التي توجه الديبلوماسيات لاشك أنه قد بات اليوم ضرورة ، لأن الدبلوماسية هي بما يكمن وراءها من أنساق معرفية و من تصورات.
حين ننظر استلهاما من المحتفى به، سيدي علال الفاسي رحمه الله، و الذي أوشك أن أقول كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : آرزا تأرز الحية إلى جحرها كما يأرز الإيمان إلى المدينة. سأرزأ إلى علمية مشيشية عروسية صحراوية فأقول : علال يا علال يا صقرا في الحياض النائفات ، حاذي بنات العيس صيحة تهدي للعلو ، رحمه الله قال و هو ابن خمسة عشرة عاما:
أبعد الخامسة عشرة ألعب و ألهو بلذات الحياة و أطرب
الحزم و الجد التشمير أساس ، و أخذ الكتاب بقوة أساس، و ما ذكره سلفي و أستاذي الأستاذ عبد الكريم غلاب حين أشار إلى دور جامعة القرويين كأساس للبعد المعرفي ، و حين ندخل البعد المعرفي بجانب الكسب الدبلوماسي الروحي الديني سوف نجد أن هذا الكسب توزعته خمس مدارس كبرى: الأولى نجدها للأسف الشديد تبشيرية بامتياز، أحاور الآخر ، أذهب إليه ، أمارس الدبلوماسية الروحية لكي أبشره بما عندي ، فقدت نسبيتي .
المحفل الثالث في جانب الدبلوماسية الدينية و هو جليل و ممتاز و قابل أن نعكف عليه في هذه الدورة ، و هو المحفل الأكاديمي الذي يبحث و يجلي الحقائق في هذا الباب كما هي ، وهي كثيرة و متنوعة في مكتبات الجامعات و تحتاج إلى هذه الدعامات البحثية التي أوشك أن أقول فيها: أننا نتوق لألسن بكم و أيدي فصاح من أجل أن نظهر هذه الثمرات الموجودة بحثيا في الجوانب الأنثربولوجية و المعرفية كي نعرف هذه الشعوب و نعرف عبقرها الذي فيه أنوار الحكمة دافقة ، وفيه كذلكم ورود السلم و الأمن و الأمان مورقة.
المحفل الرابع هو محفل أيضا جليل، و هو محفل النزاعات الدبلوماسية الروحية و الدينية ، و هناك عدد يحصى بعشرات المئات من الجمعيات في العالم التي تمارس هذا الضرب من الدبلوماسية الدينية و الروحية ، محفل ليس له بعد من الأنصار ما يكفي ، و هو المحفل التعارفي الذي أشار إليه أخي و صديقي من تركيا حين تحدث عن التعارف- يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ? و هو ما تجسده كل المناسك ، ولكل أمة جعلنا لها منسكا هم ناسكوه ، مناسك تعلم الناس النسبية ، مدى نسبيتهم العرفانية ، الأخلاقية ، القدراتية ، الحكمية ، الإدراكية من أجل أن نعلم كم نحن محظوظون . في فضاءنا الإسلامي هناك الكعبة ، و المكعب يشير إلى الحقيقة ، كل ما يطالب به الإنسان حين يأتي إلى هذا الفضاء أن يطوف كي ينظر إلى النقاط من هذا المكعب و التي لم يكن ليراها من موقعه. فيطوف لكي يرى المواطن الأخرى ، يتكامل و ذلك في استعداد للصعود إلى عرفة ، و في كل الحضارات مناسك الأمم ناسكتها تذكر بهذا التنبيه ، هذا المحفل الذي ندعو أن نكون ممن يوصون بازدهاره في هذا المنتدى المبارك الرابع، و هو المحفل الذي يدرس الآخر لكي يستفيد من حكمته التي تأثلت عبر الألفيات . ألفيات من الزمن ، وكل حضارة ، و كل أهل دين ، و كل أهل ثقافة يتجاوبون مع الكون من حولهم، وهذا الكون يضغط فيهم أزرارا يستجيبون من خلالها للتحديات ، أفرزوا علوما و معارف أنا في حاجة إليها، وكلنا في حاجة للآخر.
فإذا استطعنا في منتدانا هذا أن نرفع هذا التحدي و نؤصل للمقاربة التعارفية الدبلوماسية الروحية ، لاشك إن شاء الله أن غدنا سيكون أفضل .
أريد أن أختم بحكمة أخرى بالغة، قد دعا إليها كل أهل الروحانيات من هذا العالم ، الصغير جدا ، كويكب، نقطة زرقاء معلقة في أشعة الشمس هي هذه الأرض ، تجرأ ، تجرأ على الحلم وسوف تجد الكون متآمرا معك لتحقيقه.
ناتالي فاف الكاتبة والمفكرة السينغالية ل "العلم":المغرب بلد عصري ونموذجي
ناتالي فاف هي شاعرة وكاتبة وصحافية وهي أيضا مديرة للمجمع الكندي للرقص وامثل الرقص بدولة كندا.
* قلت في مداخلتك التي تقدمت بها في منتدى فاس إنك من أصل سنيغالي؟
نعم، ولدت بفرنسا وأقمت بدولة السينغال لمدة 17 سنة وسنة واحدة في دولة مالي، وأتردد كثيرا على المغرب.
لهذا السبب تدافعين دائما على الثقافة الإفريقية في شخص الثقافة السنيغالية؟
صحيح، لأنني بمثابة العنصر المشترك الذي يجمع العديد من الهويات، وإني عبارة عن خليط من هذه الهويات، واعتبر نفسي مواطنة العالم. ودولة السنيغال اعطتني فعلا الكثير، وليس السنيغال بمفرده الذي أكن له التقدير ، ولكن عندما نتحدث أيضا أو نثير كذلك الزاوية التيجانية، فإننا نعني كذلك المغرب، لأنها موجودة في السنيغال كما هي موجودة بالمغرب.
كيف ذلك، هل الزاوية التيجانية يمكن أن تشكل الرابط بين المغرب والسنيغال؟
الزاوية التيجانية ركن أساسي في العلاقة بين الدولتين منذ قرون مضت، وفي هذا الصدد كذلك لابد من الإشارة إلى الفاسيين الموجودين بالعاصمة دكار، ويوجد أيضا أحياء ومدن بالسنيغال تسمى فاس نسبة إلى فاس الموجودة بالمغرب، وهناك كذلك شارع محمد الخامس بدكار، بالإضافة إلى أن أحد الأحياء بهذه المدينة يحمل اسم فاس، وهذا يعني وجود جالية مغربية بالسنيغال وهي حاضرة دائما وهذا يدل كذلك على أن هناك روابط وثيقة تجمع بين البلدين. وحينما نتحدث عن الدبلوماسية الدينية، فإن الرابط أو العلاقة التي تجمع بين السنيغال والمغرب جد قوية.
وهل هناك ما يميز العلاقة بين البلدين على المستوى الثقافي ؟
اعتقد أننا الآن نعيش جميعا في عالم واحد، بالنظر خاصة إلى وسائل الإعلام والاتصال والتقنيات الحديثة، وهذا ما يساعد على التعايش بين الدول والتقارب فيما بينها، لأنه لا يمكن لأي دولة أن تعيش في الوقت الراهن منفردة ومنعزلة، وهذا يعني في اعتقادي أن هناك «ايطوبيا» خاصة في مجال تنقل المعلومات والثقافة كذلك.
وفي هذا السياق تجب الإشارة إلى الشعر الشفاهي الذي ينتقل مابين السنيغال والمغرب وهو شيء مهم جدا، ولهذا فإن جميع الأشكال التعبيرية يمكن لها التنقل بكل حرية.
تركزين على دور الفنانين والأدباء في مجال الدبلوماسية الثقافية، كيف ذلك؟
لأني أقضي وقتي الآن على رأس منظمة كندية، وهذا ما يجعلني ألتقي مع العديد من الفنانين والسياسيين لذا أقول إنه يجب الرجوع إلى نقطة البداية، والعودة كذلك إلى القيم الأساسية التي تهتم بالإنسان باعتباره قيمة و تعطيه دلالته الحقيقية من أجل وجود أحسن، وبهذا فإن الفنان هو مبدع للقيم الإنسانية وهو منظر ومفكر وعالم. و الفنانون والعلماء كما يقال هم في مرتبة الأنبياء، وفي غياب للفنانين وللمبدعين، فلا يمكن معرفة العالم، وحينما نكون في المغرب فما علينا إلا أن ننظر إلى الجدران والمباني التي هي عبارة عن لوحات فنية وهذا نوع أو شكل من أشكال التعبير الروحي.
كيف يمكن للثقافة المغربية أن تلعب أيضا دور هاما فيما يخص هذه الدبلوماسية؟
المغرب بالنسبة لي من بين الدول العصرية والنموذجية وجلالة الملك محمد السادس من الشخصيات في العالم التي تعنى وتأخذ بعين الاعتبار المجال الثقافي، من خلال تنظيم العديد من اللقاءات التي تجمع بين الأدباء والمفكرين والفنانين.
ولهذا الاعتبار يمكن القول إن الثقافة والفن يستطيعان تطوير التفكير عند الناس وتطوير رؤيتهم للعالم، خاصة إن علمنا أننا في مرحلة أزمة يعيشها العالم بأسرة، الشيء الذي يدفعنا إلى التشبث بالمبادئ الدينية والاجتماعية والأخلاقية.
هل لمسألة قرب المغرب من أوربا تأثير على المجال الثقافي بالمغرب؟
المغرب موجود في كل مكان، أقول ذلك لأنني منذ مدة ترأست منظمة للنساء خارج الكبيك وكانت مغربيات من ضمن العاملين في هذه المنظمة، والتقي مع مغربيات في الشوارع بكندا وهناك 25 ألف مغربي في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعني أن المغاربة يمتلكون فن الاندماج، وهنا أقول إن الهجرة قضية إيجابية.
حسن المصدق أستاذ جامعي بفرنسا: فرنسا حاليا تعرف جدلا حول قضايا الهجرة
استحضر حسن المصدق الأستاذ الجامعي بفرنسا في بداية مداختله أحد دروس المرحوم علال الفاسي الذي يلح على انه لا يجب النظر إلى الأشياء من زاوية واحدة، وقال إنه يجد نفسه محرجا عندما يتحدث أو يناقش الدبلوماسية الدينية والثقافية، وتساءل عن المقصود بهذه الدبلوماسية هل هي دبلوماسية أزمة أم ودبلوماسية وقائية، وهل يتم إدخال الدبلوماسية الدينية والثقافية فيما سماه بالدبلوماسية الافتراضية؟
وأضاف أنه إذا تعمقنا في الرأي القائل إن الدبلوماسية هي سياسة خارجية أو هي كناية عن التفاوض، سوف يتم من خلال ذلك الانتقال إلى أشياء معقدة ومركبة. وذكر أن التفاوض هو علم وفن في نفس الوقت. وتساءل أيضا عن آلياته وإجراءاته واعتبرها من صميم الدبلوماسية الدينية والثقافية، واستحضر كذلك قولا لأحد الفلاسفة "هوبمان" الذي كتب كتابا خاصا بعملية التفاوض وحل النزاعات الدولية، وفي هذا الكتاب نجد آليات كثيرة ومتعددة حول مفهوم التفاوض .
واعتبر الدبلوماسية عبارة عن مسرح، مؤكدا على الوعي بمن يلعب دور البطولة في هذا المسرح، ومن الذي يقف في دور الكومبارس أو النجم الثاني ومن هو المخرج ومن هو معد السيناريو .
وقال إن فرنسا تعيش إشكالية تتعلق بسؤال عام، أصبح يفرض نفسه في العالم الغربي، وهو الجدل المثار حاليا حول قضايا الهجرة، والجدل كذلك الذي يثيره السياسيون بين الفينة والأخرى حول الاندماج من عدمه في صفوف المهاجرين الذين يأتون من الجنوب .
وتحدث عن المجتمع المفتوح، وتساءل عن حدود الانفتاح فيه وحدود التسامح الذي يمكن تبنيه داخل هذا المجتمع، لاسيما أن البعض لا يتقاسم مع البعض الآخر القيم المشتركة داخل هذا المجتمع، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى رؤية عدائية. وهذا الأمر طرح في فرنسا سؤالا بخصوص هؤلاء الوافدين وكيف يمكن إدماجهم، والمعطيات الحالية تؤكد فشل عملية الاندماج. والدولة الأمة التي نشأت في أوربا في العصور الأخيرة تحفظ حق الاختلاف إلى حد ما لأن هذه الدولة الأمة لا تسألك عن دينك أو لغتك وإنما تسألك عن مدى قبولك من عدمه للقوانين الجاري بها العمل في هذه الدولة وهذا ما تضمنه ما يسمى بدولة الرفاه، لكن مع حلول الأزمات بدأت الجماعات المكونة للأمة في التقوقع عن نفسها، وهذا يحدث في الطرف الغربي، كما يحدث في الطرف الآخر ولكن رغم كل هذا فلا مناص عن الحوار لأنه هو السبيل الوحيد الذي يمكن من الحد من هذه الأزمات والمشكلات .
سمير بو دينار رئيس مركز الدراسات والأبحاث العلوم الإنسانية، بوحدة:الدعوة إلى الزيادة في مساحة المشترك وبناء الثقة وإزالة أسباب الصراع
أكد سمير بو دينار رئيس مركز الدراسات والأبحاث العلوم الإنسانية، بوحدة في مداخلة ألقاها في منتدى فاس حول تحالف الحضارات أن سبب الاختناق في فقرات التواصل الدبلوماسي في عالم اليوم هو وضعية العالم الذي نعيش فيه، والذي يتميز بنظام من العلاقات الدولية اقتصاديا وسياسيا ينتج من الاضطراب أكثر مما عاد يتحمل استقرار العالم ومتطلباته في التنمية المستدامة .
وأضاف بودينار أن هذا هو الذي يدفعنا إلى البحث في وسائل تطوير آليات التواصل والعمل الدبلوماسي في الاتجاهات المختلفة، وأوضح أن درس العولمة الكبير خلال العقدين الآخرين الذي يمكن استخلاصه في هذا الصدد، هو أن انفتاح قنوات التواصل مما لايؤدي بالضرورة إلى التفاهم، فبالأحرى أن يكون هناك تعاون بين الثقافات والدول والمجتمعات، ما لم تكن ثمة معرفة تثقيفية بالآخر، وإعداد لهذه المعرفة واستعداد لها، حتى يمكن تحصيل معرفة حقيقية وذلك هو خط التواصل والتعاون بين التجارب الحضارية الموجودة حاليا في ظل الحضارة الإنسانية .
وأشار إلى ارتفاع الحواجز الاقتصادية وتلاشي الحدود الذي يؤدي إلى عكس المطلوب أي إلى الصراعات الحدودية والاثنية والعرقية وإلى الحروب على الموارد وتحول والانفتاح إلى استغلال، والتواصل يؤدي إلى الهيمنة الثقافية . إذن مع تزايد أدوات الاتصال ووتيرة التواصل وتحول العالم إلى قرية كونية يظل التحدي هو المعرفة بالآخر التي يجب أن تكون حقيقية وإيجابية.
وذكر أن في هذا الصدد يأتي دور الدبلوماسية غير التقليدية، وتحقيق هذه المعرفة بشروطها الأساسية هي أن تكون هذه المعرفة حقيقية غير متوهمة، أي ليست وهما ولا صور نمطية ينظر إليها على اعتبار أنها حقائق عن الآخر وأن تكون معرفة متبادلة وأن يكون هنالك جهة في الاتجاهين للتعرف عن الآخر ومعرفة تجاربه.
وذكر أمرا يتعلق بما سماه زيادة مساحة المتفق عليه، وأن ينظر إلى هذه المساحة باعتبارها ثوابت أخلاقية معرفية، حتى يمكن أن نعتمد عليها في التعامل المشترك، أي زيادة مساحة المشترك وبناء الثقة وإزالة أسباب الصراع . وزيادة مساحة المتعارف عليه وهنا يأتي ما يمكن تسميته بالدبلوماسية التعارفية التي تهدف إلى بناء معرفة حقيقية وتبني مشتركات إنسانية عادية .
وتحدث عن القضايا التي تشكل خطرا على العلاقات الإنسانية والدولية، وحصرها في أمرين، أولهما حالة السكون الذي لا يناسب الطبيعة المتطورة، وسريعة التحول للعلاقات بين البشر والأمم وبين الدول، وبالتالي لا يلبي احتياجات هذه العلاقات، بل يؤدي إلى تفاقم المشكلات في صمت وتفجرها فيما بعد في شكل صراعات ونزاعات مشهودة .
والخطر الثاني هو التدبير المفتقد للرؤية العلاقات مع الآخر أي المفتقد للإبداع الذي يستكين إلى الرضا الموهوم عن الذات وعن الأداء في تدبير هذه العلاقات في وسائل العمل الدبلوماسي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.