أسدل الستار مساء أول أمس بقصر المؤتمرات على الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، و قد أقيم بهذه المناسبة حفل اختتامي تم خلاله تقديم النتائج التي توصلت إليها لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الطويلة ،و التي ترأسها المخرج و الممثل و المنتج السينمائي و المسرحي المشهور الأمريكي جون مالكوفيتش، و ضمت في عضويتها سينمائيين مرموقين من بينهم المخرج المغربي فوزي بنسعيدي و الممثلة المصرية يسرى و الممثل و المخرج المكسيكي الشاب كارسيا برنال و المخرج السينمائي و المسرحي الفرنسي بونوا جاكو. شارك في هذه المسابقة 15 فيلما من إيطاليا، أستراليا، المكسيك، الفيليبين، إسبانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، سريلانكا، الصين، الدانمارك، روسيا، كوريا الجنوبية، ألمانيا، بلجيكا ، و بولونيا ، إضافة إلى المغرب الذي مثله هذه السنة فيلم "أيام الوهم" من إنتاج شركة نبيل عيوش، و هو أول فيلم طويل للمخرج الشاب طلال السلهامي، المزداد و المقيم بضواحي العاصمة الفرنسية، و تم تصويره بالدار البيضاء وبجنوب المغرب الخلاب بمناظره، و يحكي عن معاناة أربعة شبان و شابة يتنافسون من أجل الفوز بمنصب شغل وهمي، و هي مغامرة مأساوية طويلة و شاقة توجت بلقطات عنف و قتل دموية و بشعة من الصعب استحمال مشاهدتها، و لم يحصل هذا الفيلم على أية جائزة في هذه الدورة. كان مستوى الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية جيدة على العموم بأفكارها و مواضيعها و أساليب تناولها و تشخيصها مع تقارب في مستوى البعض منها، و مع تميز ملموس للبعض القليل الآخر. النتائج التي توصلت إليها لجنة التحكيم كانت منطقية، و الأفلام الفائزة بمختلف الجوائز تستحق التتويج، و قد منحت جائزة التشخيص مناصفة للفيلم الأسترالي "مملكة الحيوان" للمخرج ديفيد ميشود و الفيلم الألماني "عندما نرحل" للمخرجة فيو ألاداك"، كما منحت الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم مناصفة أيضا للفيلم المكسيكي "غيوم" للمخرج أليخاندرو كربر بيسيكي و الفيلم " ما وراء السهوب" للمخرجة فانيا دالكانترا و هو من إنتاج مشترك بين روسيا و بولونيا و بلجيكا، و كانت الجائزة الكبرى من نصيب السينما الكورية الجنوبية حيث منحت النجمة الذهبية لفيلم "مذكرات ميوزن" للمخرج بارك جونكبوم الذي يحكي عن معاناة نفسية و جسدية لشاب من كوريا الشمالية هاجر إلى كوريا الجنوبية من أجل البحث عن شغل، معاناة جراء التهميش و العنصرية و العنف ستصل قمتها بعد مقتل الكلب الذي كان يبادله الحب و الحنان.