سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حمدي ولد الرشيد يكشف في حوار مع «العلم» حقيقة ماجرى في مدينة العيون خلال السنتين الأخيرتين (2 / 2) المجلس البلدي لامسؤولية له على مخيم كديم أزيك لأنه كان خارج المدار الحضري
كشف حمدي ولد الرشيد رئيس مجلس مدينة العيون حقيقة ماجرى في مدينة العيون خلال السنتين الأخيرتين. وأكد ولد الرشيد في حديث صحفي خص به «العلم»،أن الأحداث التي عرفتها العيون خلال المدة الأخيرة أضرت بالمجهود الذي بذل لسنوات طويلة،كما تحدث في سياق آخر عن العلاقات التي تربط بين المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أن عقلاء إسبانيا يدركون جيدا المكانة المهمة والموقع الاستراتيجي الذي يحتله المغرب ، ويعرفون جيدا أن استقرارهم وأمنهم وتقدمهم مرتبط أشد الارتباط باستقرار وأمن وتقدم المغرب، وأن مصالحهم العليا على المدى البعيد مرتبطة بالمغرب. وقد نشرنا أمس الجزء الأول من نص الحوار وفي مايلي الجزء الثاني: س: دائما في سياق الحديث عن أحداث العيون ماهي مسؤولية المجلس فيها؟ ج: المجلس لا علاقة له بالموضوع وهو بعيد كل البعد عن أية مسؤولية بهذا الخصوص، فالمخيم أولا تم بناؤه خارج المدار الحضري لمدينة العيون، كما أن بناء أي خيمة كان من المفروض أن يخضع لترخيص مسبق من قبل السلطات العمومية التي يمثلها ويرأسها الوالي، في البداية كان الأمر يتعلق بأقل من عشرين خيمة، تفاوض الوالي مع أصحابها على أساس تلبية مطالبهم الاجتماعية، إلا أنه لم يف بالالتزامات التي قطعها على نفسه، وهو ما أدى إلى تفاقم الوضعية، وتزايد عدد الذين أقدموا على بناء خيام جديدة، والغريب في الأمر أن ذلك تم تحت أنظار سعادة الوالي الذي لم يتخذ أي إجراء وقائي لتجنب المشاكل التي قد تنتج عن تدفق أعداد هائلة من المواطنين على المخيم المذكور، ولم يتخذ أي قرار بوقف عملية بناء الخيام. إذن فالمسؤولية كاملة يتحملها الوالي لوحده باعتباره المسؤول الأول عن الجهة، وهو الذي كان عليه أن يتخذ القرارات الصائبة والإجراءات الضرورية لتلافي ما لا يحمد عقباه، وهو بالتالي الذي تسبب في الأضرار المادية والمعنوية الكبيرة التي لحقت بالمملكة المغربية داخليا وخارجيا بسبب سوء تسييره. ومن هذا المنطلق نؤكد أن جميع المسؤولين الآخرين أبرياء مما حصل ولا يمكن أن يتحملوا الوزر الذي ارتكبه الوالي، وهو المسؤول عن سقوط الضحايا ووقوع التخريب والخسائر. س: كيف واجه المجلس هذه الوضعية؟ -ج: نريد فقط أن نؤكد من جديد أن الأحداث التي عرفتها العيون خلال المدة الأخيرة أضرت بالمجهود الذي بذلناه لسنوات طويلة، بسبب التصرفات المتهورة للسيد الوالي الذي يعتبر، بمنطق الأشياء، مسؤولا عن سقوط ضحايا من القوات العمومية، فهو الذي يتحمل مسؤولية مظاهر التخريب التي عرفتها العديد من المرافق العمومية ، التي استثمرت فيها الدولة أموالا طائلة قصد تقريب الإدارة من المواطنين. فالمعروف أن أي عمل لا يمكن القيام به داخل المدينة أو خارجها إلا بأمر منه، إذن فالمسؤولية عما وقع، يتحملها الوالي وحده، كما قلت سابقا، ولا مجال للحديث عن مسؤولية الدرك أو الأمن أو الوقاية المدنية أو أي طرف آخر أو قوة عمومية أخرى.. وبطبيعة الحال كان علينا، كما قلت سابقا، أن نتحلى بالرزانة، وألا تتحكم فينا ردود الفعل الانفعالية، وأن نأخذ بعين الاعتبار المصالح العليا لبلادنا، ولذلك لم ندخر أي جهد من أجل ضمان التطور والإشعاع الذي حققته مدينة العيون خلال السنوات المتتالية، وحرصنا، بالرغم من إمكانياتنا المتواضعة، على توفير الخدمات الضرورية لفائدة المواطنين، وهكذا سهر المجلس على إنجاز مشاريع هيكلية كبرى مست جميع الجوانب والقطاعات داخل المدينة، مثل البنيات التحتية والطرق والصرف الصحي والإنارة العمومية والنظافة وتطوير نظام الحالة المدنية والتعمير وتصحيح الامضاءات وهي المصالح التي لحقتها أضرار جسيمة جراء العمليات التخريبية التي أعقبت تفكيك مخيم «كديم إزيك» الذي كما قلت سابقا يتحمل الوالي السابق كامل المسؤولية لما نتج عنه. إن العمل الجبار الذي قام به المجلس في الولاية السابقة والذي مازال يقوم به إلى جانب مختلف الهيئات المنتخبة على مستوى الجهة ينطلق أولا وقبل كل شيء من التزامنا بقيم المواطنة التي لن نسمح لأي كان أن يشكك فيها، ومن التزامنا القوي بتوجيهات وتعليمات جلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي يؤكد باستمرار على تعزيز المسار الديمقراطي في بلادنا والعمل من أجل تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي في مختلف جهات المملكة وفي مقدمتها أقاليمنا الجنوبية. س: هل يمكنكم توضيح ماأسمي بتجاوزات من قبل القوات العمومية داخل المدينة، بعد تفكيك المخيم؟ ج : يجب أن نوضح الأمور. ان المسؤول الأول عن الجهات والأقاليم هم الولاة والعمال سواء تعلق الأمر بالعيون أو الدارالبيضاء أو غيرهما، فأي مشكل أمني حصل داخل هذه الولاية أو تلك ، من المفروض أن يتحمل مسؤوليته هذا الوالي أو ذاك، وعلى هذا الأساس، فإن أي تجاوز أو خطأ ارتكب أثناء تفكيك المخيم خارج المدار الحضري، أو بعد ذلك داخل مدينة العيون ، يتحمل مسؤوليته والي الجهة السيد محمد أجلموس، و نقولها بصراحة ودون منمقات، إنه لا يفقه شيئا في السياسة، وجاء لمدينة العيون لخدمة أجندة حددتها له أطراف معروفة بمواقفها الشعبوية التي أضرت بمصالح المغرب في السابق، وتواصل الإضرار بهذه المصالح في الوقت الراهن. إن هذا الشخص كان من المفروض أن يُقدم أمام القضاء ليقول كلمته فيه بخصوص العمل الإجرامي الذي تعرضت مدينة العيون بشكل خاص والمملكة المغربية بشكل عام. س: تحدثت بعض وسائل الإعلام عن وجود تجاذب شخصي بينكم وبين الوالي السابق هل من توضيح بهذا الخصوص؟ ج: أولا لابد من توضيح الأمور، لم تكن لي أي مشاكل شخصية مع الوالي السابق، بالنسبة إليه ربما كان الأمر كذلك، بل أكثر من ذلك لم يسبق لنا كمنتخبين أن قدمنا أي تصريح ضد الوالي بالرغم من الضغوطات الكبيرة التي مارسها علينا كما سبق أن أشرت إلى ذلك، لأننا نمثل حزبا منظما شارك في الانتخابات وحصل على الأغلبية بشكل ديمقراطي، لأن المواطنين مقتنعون بأدائه وحصيلته، وذلك لا يضر الوالي ولا غيره، بل بعد انتهاء العملية الانتخابية وتشكيل الهيئات المنتخبة كان من المفروض على الوالي أن يتعامل مع هذه الهيئات وفق مقتضيات وأحكام القانون، إلا أننا فوجئنا باستمراره في نهج أسلوب العداء، والأدهى تعطيل كافة المشاريع التنموية وعرقلة العمل الذي يقوم به المجلس. س: بعيدا عن أحداث العيون، ماهو المدخل الأساس لبناء المغرب الموحد الديمقراطي المتقدم؟ -ج: إن الصحراويين الشرفاء ظلو يدافعون باستماتة عن وطنهم من طنجة إلى الكويرة، من خلال المساهمة الفاعلة في المؤسسات المنتخبة والمشاريع التنموية سواء بالأقاليم الجنوبية أو بالجهات الأخرى للمملكة، وأيضا من خلال المبادرات الدبلوماسية التي يقوم بها المنتخبون بالخارج من أجل التعريف بعدالة قضية وحدتنا الترابية في المحافل الدولية. إننا ندرك جيدا أن هذا هو السبيل لبناء مغرب الحقوق والحرية والكرامة، مغرب قوي بوحدته وديمقراطيته وتنميته، مغرب قوي بعلاقة التعاون التي تربط بين سلطاته العمومية ومؤسساته المنتخبة ،باعتبار أن المجالس المنتخبة تشكل مؤسسات فاعلة في التنمية، وآلية أساسية لتعبئة المواطنين للذوذ عن مقدسات وطنهم. س: كيف تقيمون طبيعة العلاقات بين المغرب وإسبانيا في ضوء الأحداث الأخيرة؟ ج: دون الخوض في تفاصيل العلاقات التي تربط بين المغرب وإسبانيا، أقول إن عقلاء إسبانيا يدركون جيدا المكانة المهمة والموقع الاستراتيجي الذي يحتله المغرب، ويعرفون جيدا أن استقرارهم وأمنهم وتقدمهم مرتبط أشد الارتباط باستقرار وأمن وتقدم المغرب، وأن مصالحهم العليا على المدى البعيد مرتبطة بالمغرب، ولذلك لا أعتقد أنهم سيسمحون بالإجهاز على هذه المصالح بسبب هذا الحادث أو ذاك..