شهدت الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش مبادرة جديدة و نبيلة جعلت هذا المهرجان ينخرط في دعم المواهب السينمائية الشابة،وذلك ببرمجة مسابقة للفيلم القصير "سينما المدارس" خاصة بطلبة مدارس و معاهد السينما و السمعي البصري ببلادنا،وبإحداث جائزة كبرى يبلغ قدرها 300 ألف درهم، وهي هبة من صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد،رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش،وسيبقى هذا المبلغ المالي عند إدارة مؤسسة المهرجان،وسيخصص لإنتاج الفيلم القصير المقبل للفائز أو الفائزة والذي يجب إنجازه في مدة لا تتعدى ثلاث سنوات انطلاقا من اليوم الذي أعلنت فيه نتائج هذه المسابقة، وستتكلف مؤسسة المهرجان بدعم هذا العمل من خلال تتبع مختلف مراحل إنجازه من كتابة السيناريو إلى المونطاج. تهدف هذه المبادرة المتفردة إلى اكتشاف وتحفيز المواهب الجديدة من بين طلبة مدارس ومعاهد السينما والسمعي البصري بالمغرب، وجعلهم يتنافسون على جائزة تمكن الأفضل من بينهم من الشروع في إخراج أول فيلم قصير له في ظروف تستجيب للشروط المهنية المتطلبة كما صرح بذلك صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد في افتتاحية نشرت على الموقع الإلكتروني للمهرجان. وتم في هذا الإطار خلال يوم الإثنين الماضي بقاعة الوزراء بقصر المؤتمرات عرض 14 فيلما قصيرا ينتمي مخرجوها إلى المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، و المعهد المتخصص في السينما و السمعي البصري بالرباط، ومدرسة الفن والإبداع بالدار البيضاء، تناول فيها أصحابها مختلف الأفكار والمواضيع بأساليب متنوعة لا تخلو من ذكاء و من لمسات فنية . وتكونت لجنة تحكيم هذه المسابقة، بالإضافة إلى رئيسها فولكلر شلوندورف،من هيام عباس (فلسطين) وكزافيي بوفوا وإيمانويل سينيي (فرنسا) وعادل الفاضلي (المغرب) ومرجانة ساترابي (إيران)، وقد توج فيلم "غفوة" للمخرجة الشابة محاسن الحشادي من المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش بالنجمة الذهبية التي سلمتها لها الممثلة الأمريكية إيفا منديس، و قد اعتبر رئيس لجنة التحكيم السينمائي الألماني فولكلر شلوندورف أن هذه الجائزة تتفرد بميزتين، أولاهما أن الأفلام المشاركة في المسابقة كلها من إنجاز طلبة المدارس السينمائية، والثانية أن المبلغ المخصص لها سيمكن الفائز بها من إنجاز عمل مقبل في ظروف مهنية ملائمة، كما أشاد من جهة بهذه المبادرة التي ستشجع الكفاءات الشابة بطريقة عملية،ومن جهة أخرى بالتميز الإبداعي للأفلام المشاركة في هذه المسابقة . تنافست على هذه الجائزة الأفلام "2=1=0" لريم مجدي، و"أناروز" لسامية بولقايد، و"مسودة" لعلاء أكعبون، و"الشيخ" لسفيان شتين، و"الاتجاه المعاكس" ليوسف مامان،و"وأنا" لعمر البعيزي و"شطحة المعلقين" للمهدي عزام، و"جندب الصغير" لعدنان بركة، و"العرس" لعلاء الدين الجم، و"أبيض وأسود" لطه لمباركي، و"الجولة التي لا نهاية لها" لياسين بنجامع، و"نحو حياة جديدة" لعبد اللطيف أمجكاك، و"من أنا" لعبد الرفيع العبديوي، إضافة إلى الفيلم الفائز في هذه المسابقة "غفوة" للشابة محاسن الحشادي.