افتتحت في ليبيا القمة الثالثة للاتحادين الأوروبي والأفريقي، وتركز على قضايا أبرزها الهجرة والحكم الراشد والديمقراطية وحقوق الإنسان والتجارة والتكامل الإقليمي وتغير المناخ والطاقة والبحث العلمي والفضاء. ويشارك في القمة نحو 40 رئيس دولة وحكومة من القارتين، وتغيبت عنها مستشارة ألمانيا ، ورئيس فرنسا، إضافة إلى الرئيس السوداني. ويأمل المراقبون أن تمثل هذه القمة دفعة قوية لمسار التعاون الأفريقي الأوروبي الذي انطلق في القمة الأولى بالقاهرة عام 2000 ، وتعزز بقمة العاصمة البرتغالية، لشبونة، عام 2007، التي دعت للانتقال من علاقة المنح إلى الشراكة. وقد عبرت عدد من الدول الأفريقية المشاركة في قمة طرابلس عن رفضها لأي مساعدات مشروطة. وبرر وزير الخارجية الليبي، موسى كوسا، غياب عدد من كبار القادة الأوروبيين -من قبيل مستشارة ألمانيا أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي- بتوقع حضور الرئيس السوداني عمر البشير للقمة. وأعلنت الخرطوم لاحقا مقاطعتها «على مختلف المستويات» لقمة طرابلس احتجاجا على الضغوط الأوروبية و»لعدم إحراج» ليبيا. ويحضر قمة طرابلس علاوة على رؤساء الدول والحكومات رئيسا المفوضتين الأوروبية ، خوسي مانويل باروسو، والأفريقية، جون بينغ، ورئيس المجلس الأوروبي، هيرمان فان رومبيوي، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية ، عمرو موسى. وأعلن السودان مقاطعته «على كل المستويات» لقمة مشتركة للاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ، احتجاجا على ضغوط أوروبية لثني الرئيس السوداني عمر البشير عن المشاركة و»لعدم إحراج السلطات الليبية». وحسب بيان للرئاسة السودانية، فإن «موقف الاتحاد الأوروبي بشأن مشاركة الرئيس في القمة ، يمثل العقلية الاستعمارية التي لا تزال تنظر بها أوروبا إلى أفريقيا». وقد اتهم البيان، الذي أوردته وكالة رويترز للأنباء، الاتحاد الأوروبي بتقويض استقرار الاتحاد الأفريقي وب»الرياء». وكان الاتحاد الأوروبي -المؤيد لمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية بحق البشير- قد طلب ضمانات من ليبيا بعدم مشاركة البشير في القمة، حسب ما أفاد مصدر دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس. وأعلن وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، في طرابلس، أن بلاده «لن تشارك في هذه القمة» وأن «السودان لن يكون ممثلا على أي مستوى». وأضاف كرتي -الذي كان يحضر اجتماعات للوزراء الأفارقة وانسحب منها إثر تعليمات من الخرطوم- أن الرئيس السوداني قرر عدم المشاركة في القمة «لعدم إحراج السلطات الليبية». من جهته قال وزير الخارجية الليبي موسى كوسا إنه تم الاتفاق مع الجانب السوداني على ألا يشارك البشير في القمة، على أن يشارك في اجتماع السلم والأمن الأفريقي الذي سينعقد اليوم الثلاثاء. وكانت وكالة أنباء «ليبيا برس» نقلت عن مصادر دبلوماسية في الخرطوم قولها إن الرئاسة السودانية طالبت الطيران المدني الليبي بالإذن باستقبال طائرة الرئاسة التي ستقل البشير، وعندما تأخر الرد لأسباب تقول طرابلس إنها فنية بحتة، قرر الرئيس البشير إلغاء قراره بالمشاركة في القمة. ورأت المصادر أن عدول الرئيس البشير عن حضور القمة، ربما جاء من أجل رفع الحرج الذي قد يسببه لليبيا التي تستضيف عددا كبيرا من الرؤساء والقادة الأوروبيين، الذين هددوا بالانسحاب من القمة في حال تأكد حضور البشير الذي يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بسبب تهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور.