بحضور ثلة من المتتبعين الشغوفين بأدب الشاعر التطواني الراحل حسن المفتي وأفراد عائلته وأقاربه وأصدقائه، احتضن أخيرا المركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء،ليلة وفاء في حق الفنان المغربي الراحل حسن المفتي. وتضمن برنامج الليلة، التي نظمها منتدى الخميس للثقافة والفن والنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة بإشراف اتحاد النقابات الفنية المغربية، فقرات متنوعة توزعت بين شهادات بعض الأصدقاء والمقربين منه حول المسار الإنساني للمحتفى به وتجربته الفنية الغنية والثرية، قدمها كل من الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة مصطفى بغداد، ورفيق صبا المحتفى به محمد العربي المساري، والناقد السينمائي عمر بلخمار، وأرملة الراحل السيدة فاختة. كما تمت قراءة بعض القصائد الرائعة من ديوان المفتي من لدن بعض عشاق القصيدة الزجلية، ومن بين القصائد التي استمع إليها الجمهور قصيدة "أنا والغربة" بصوت السيدة فاختة... وإلى جانب الفقرتين السالفتين، تابع الجمهور شريطا وثائقيا مصورا عن فصول من مسار الشاعر الغنائي والفنان السينمائي وجوانب من تجربته الفنية والإنسانية الغنية، كما وقعت أرملة الراحل الجزء الأول من أعماله الكاملة الصادرة عن وزارة الثقافة. و تخللت الليلة، بين الفينة والأخرى، فقرات غنائية شنف من خلالها بعض المطربين آذان المستمعين بقصائد مغناة من ريبرتوار المحتفى به، أبرزهم الفنان محمود الإدريسي. وقد خلف حسن المفتي، الذي توفي ظهيرة السبت فاتح نونبر 2008 بالرباط عن سن تناهز 73 سنة، تراثا فنيا حافلا يتوزع بين السينما والتلفزيون والقصيدة الغنايئة... وكان المفتي قد رحل عن مسقط رأسه تطوان ليختار الاستقرار بالدار البيضاء، حيث قضى بها سنوات طويلة من العطاء والإنتاج، قبل أن يعود جثمانه الطاهر إلى تربة الحمامة البيضاء، بوصيته رحمه الله، حيث دفن بالحوش الخاص بآل ابن المفتي بالمقبرة العمومية للمدينة..