قوة الأمواج البشرية تخترق الطريق السيار وشارع محمد السادس والشوارع والأزقة المتفرعة عنه وتصل الى شارع الحسن الثاني وشوارع المدينة احتضنت الدارالبيضاء عاصمة الفداء أكبر عرس شعبي في تاريخها للدفاع عن الوحدة الترابية ومقدسات الوطن، فقوة الأمواج البشرية تجاوزت المكان والشارع الذي كان مقررا أن تمر منه التظاهرة وتنتهي فيه، حيث كان من المقرر أن تنطلق من ملتقى شارع أبي شعيب الدكالي وشارع محمد السادس وتنتهي بنقطة كراج علال بشارع محمد السادس ، إلا أن تدفق الأمواج البشرية من خارج وداخل مدينة الدار البيضاء جعل المسيرة تمتد من الطريق السيار التي جاءت عبرها الوفود مرورا بشارع محمد السادس والأزقة والشوارع المتفرعة عنه لتصل إلى أمام ولاية الدارالبيضاء بشارع الحسن الثاني وتمتلئ الشوارع الأخرى للمدينة بالأمواج الزاحفة. وإلى حدود الساعة الثانية ظهرا مازالت الجموع تسير في هذه المسيرة التلقائية التي اعتبرها البعض المسيرة الثانية بعد المسيرة الخضراء المظفرة. فالمسيرة الحاشدة التي تقدر بمئات الآلاف بل بآلاف الآلاف كانت تلقائية مثلت مختلف الأطياف السياسية ومختلف الشرائح والمكونات الثقافية والاجتماعية والنقابية من مختلف المدن والمناطق المغربية. وقد ترأس الوفد الرسمي في المسيرة الوزير الأول الأستاذ عباس الفاسي رفقة الورزاء ورؤساء الاحزاب السياسية ورئيس مجلس النواب والعديد من المسؤولين ومختلف الشخصيات بملتقى شارع الفداء ومحمد السادس وهي نقطة رمزية تحمل أكثر من دلالة تلاحم فيها المسؤولون الحكوميون مع مختلف مكونات الشعب المغربي للتعبير عن الإرادة الجماعية الوطنية في الدفاع عن الوحدة الترابية ومقدسات الوطن. وفي تصريح لجريدة العلم، قال الأخ حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بأنه فخور بالمشاركة إلى جانب منخرطي النقابة في هذه المسيرة الحاشدة التي تعتبر مسيرة خضراء ثانية وتؤكد على أن الشعب المغربي شعب وفي يهب كرجل واحد متى دعت الضرورة للدفاع عن الأخطار التي تهدد الوطن. فالشعب المغربي بأطفاله ونسائه وشبابه وكهوله وشيوخه يوجهون بحضورهم في المسيرة رسالة إلى أعداء وحدتنا الترابية وعلى رأسهم جارتنا الجزائر. فنحن في حزب الاستقلال كنا ندافع دائما عن الوحدة الترابية للمغرب وتشهد على ذلك مفاوضات إكس ليبان ومواقف الزعيم علال الفاسي الذي توفي وهو يدافع عن الوحدة الترابية للمغرب. فالجزائر - يضيف حميد شباط - رغم أن لها ثروات البترول والغاز فهي تحسدنا على ثروتنا التي هي الديمقراطية والاستقرار اللذان ينعم بهما المغرب والوضع المتقدم الذي حاز عليه المغرب مع أوروبا. فالشعب المغربي اليوم يبلغ رسالة الديمقراطية التي أرادها جلالة الملك محمد السادس والدفاع عن مقترح المغرب أمام الأمم المتحدةوأن الشعب هو مجند وراء جلالة الملك من أجل الدفاع عن التنمية والديمقراطية وحوزة التراب الوطني والمقدسات وأن المغرب عليه أن يسير في تدعيم خيار الديمقراطية لأن من شأن التراجع عن ذلك أن يسيء إلى المغرب.