حذر ريتشارد مينيتر، الخبير الأمريكي في قضايا الإرهاب، يوم الأربعاء، من أن تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، الذي ينشط في مساحات صحراوية شاسعة تمتد من الجزائر إلى مالي والنيجر وموريتانيا، يسعى لأن يجعل من هذه المنطقة «أفغانستان المقبلة». وقال ريتشارد مينيتر، الذي كان ضيف القناة التلفزية الأمريكية «سي بي إن نيوز»، إن «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي توعدت بمهاجمة المصالح الأمريكية، تراجعت إلى الصحراء الواسعة هربا من ضغط القوات الأمريكية في باكستان والعراق واليمن». وذكر مينيتر، الذي سلم ل«سى بي إن» تسجيلات فيديو حصرية تظهر مسلحين من تنظيم (القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي) بداخل معسكرات للتدريب بمالي، بأن هذا التنظيم الإرهابي كان في الماضي وراء مؤامرات استهدفت بوارج حربية أمريكية بمضيق جبل طارق، والسفارة الأمريكية في باماكو. وحذر من «أنهم يتدربون في الصحراء من أجل تنفيذ هجمات مسلحة»، مشيرا إلى أن التنظيم سبق له تنفيذ هجومات ضد جيوش في المنطقة، خاصة مالي والنيجر وذلك « في ما يشبه تمرينا لمهاجمة المصالح الأمريكية في وقت لاحق». ويظهر فعلا أحد التسجيلات المصورة التي قدمها مينيتر ل«سي بي إن نيوز» مسلحي تنظيم(القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) وهم يتقاسمون الغنائم فيما بينهم بعد غارة على الجيش النظامي المالي. وتعليقا على هذه الشريط المصور، قال مينيتر إن «وراء النشطاء الملتحفين بالعمائم، يمكن للمرء أن يرى أسلحة ثقيلة وذخيرة، وخياما ومعدات أخرى خاصة بالصحراء»، مشيرا إلى أن أحد «الجهاديين»، ظهر على شريط الفيديو كان «وراء جريمة قتل المواطن البريطاني إدوين دايرن سنة 2009». كما أعرب عن أسفه لكون تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) يستخدم الفديات المتحصلة من عمليات خطف الرعايا الغربيين وعائدات أموال الأنشطة الإجرامية والاتجار بالمخدرات لتمويل أنشطته الإرهابية. وأشارت (سي بي إن نيوز) استنادا إلى أجهزة الاستخبارات في المنطقة، إلى أن تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) «يتوفر على شبكة واسعة في أوروبا الغربية»، مشيرة إلى أن هذه الأجهزة تخشى من أن تنشغل إدارة أوباما بما يقع في باكستان واليمن، في الوقت الذي «تتنامى فيه قوة تنظيم القاعدة في الصحراء». وكان ريتشارد مينيتر، الذي زار مؤخرا مخيمات تندوف بدعوة من الانفصاليين، قد أكد في مقال نشره في صحيفة (نيويورك بوست) أن العديد من قادة وأعضاء (جبهة البوليساريو) «لهم صلاتات بتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)». وكتب مينيتر في مقال موقع من تندوف تحت عنوان «معقل للقاعدة في طور التكون» أن نحو « 56 شخصا من قادة وأعضاء (جبهة البوليساريو) لهم صلات بتنظيم القاعدة». ويشار إلى أن ريتشارد مينيتر ألف كتابين، هما من بين أكثر الكتب مبيعا ، حمل الأول عنوان «لوزين بن لادن» (فقدان بن لادن)، فيما جاء الثاني بعنوان «شاذو وور» (حرب الظل).