تشهد ناحية وزان مجموعة من أوراش الغرس، وهي مشاريع ضخمة سواء من حيث قيمتها المالية التي تقدر بالملايير من السنتيمات، أو المناطق التي تغرس والمقدرة بآلاف الهكتارات أو قيمة المغروسات أي شتائل الزيتون والعرعار، أو من حيث القيمة البيئية للغرس والغابة عموما والتي لا تخفى أهميتها على أحد إلا أن هذه المشاريع تعرف اختلالات تهدد بفشلها المحتوم. وسوف نقتصر هنا على نموذجين هما: مشروع المرنيين بالجماعة القروية بني كلة والذي يشهد خروقات بالجملة نذكر منها الفوضى التي شهدتها عملية حفر المنطقة المغروسة ،حيث لم يحترم ما وعدت به الساكنة المستفيدة على نطاقات واسعة. كما أن مساحات مهمة من المنطقة المغروسة لم يتم حفرها بسبب أو بدونه، أما شتائل الزيتون المراد غرسها فهي ضعيفة جدا وهزيلة، ولا تستجيب لمتطلبات الساكنة التي تتطلع لشتائل مقبولة ومعقولة. يحدث هذا في ظل غياب مكتب الدراسة المكلف بتتبع هذا المشروع، والذي يبدو أنه لم يعد يستطيع القيام بالدور المنوط به، أما مصالح وزارة الفلاحة بعمالة وزان فلا يبدو أثر في مراقبة العمل داخل هذا الورش الضخم. فيما الجمعية الوسيطة بين السكان ومصالح وزارة الفلاحة ومكتب الدراسات فلم يعد أحد مستعد لسماع شكاويها التي تعبر عن المطالب المشروعة للساكنة. أما المشروع الثاني ضمن سلسلة الأوراش الكبرى للغرس بناحية وزان فهو إعادة تشجير غابة إيزارن والتي تنتمي لجماعتي زومي وبني كلة، فهذا الورش يعد فضيحة على جبين المصالح المعنية، وأمر تقويمه يستدعي بعث لجنة عاجلة تحط الرحال بعين المكان للوقوف على مدى احترام دفاتر التحملات الخاصة بهذا المشروع الحيوي والذي أعيد غرسه على الأقل ست مرات متوالية منذ آخر احتراق وبيع للغابة المعنية، ودون أية نتائج تذكر. وما تم حفره اليوم بغاية إيزارن بغاية الغرس نموذج صارخ لما كان يتم العمل به سابقا، حفر جد صغيرة وأماكن كثيرة غير محفورة. إن بعث لجان حقيقة للتفتيش في أمر هذان المشروعان ضرورية، على أساس أن تقوم بعملها كما يجب، لا أن تقف على هوامش الغرس كما يحدث دائما وتعود بتقاريرها أن كل شيء على ما يرام. والضرب على أيدي المتلاعبين بالمصالح الحيوية للمنطقة وساكنتها مسألة لم تعد تحتمل التأجيل، وإشراك الساكنة والاستماع لشكاويها والبحث فيها بجدية أمر لا يجب إغفاله إطلاقا، نظير معرفتها الدقيقة بتضاريس المنطقة ولإلحاحها على تنميتها المستدامة، والغاية من كل هذا إنجاح الأوراش الكبرى المفتوحة والتي ستعود لا محالة بالنفع العميم على الساكنة والمنطقة. هل سترى الساكنة والرأي العام تحركات للجهات المسؤولة بغاية القيام بواجبها أم سيبقى الأمر على ما كان عليه؟ سؤال ستجيب عنه الأيام القليلة المقبلة نظرا لكون أغلب حفر الغرس في طور الردم.