سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دروس الأمازيغية في أوساط أفراد الجالية في المستقبل القريب التزام المعهد الملكي بتكوين المدرسين في مقابل التزام وزارة الجالية بأداء التعويضات وكراء الأقسام
اتفق احمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ومحمد عامر الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج يوم الجمعة 2010/10/12 بالرباط على وضع الأسس للعمل المشترك وإرساء برنامج للتشاور والتنسيق قصد النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين لدى الجاليات المغربية المقيمة بالخارج. وحسب اتفاقية شراكة وقعها الطرفان، فإن المعهد الملكي يلتزم بالتكوين البيداغوجي للمدرسين وتوفير الوسائل الديداكتيكية والكتب المدرسية الخاصة بتعليم اللغة والثقافة الأمازيغية، وتجهيز مكتبات المراكز الثقافية المغربية بالإصدارات والمنشورات وتقديم عروض حول الثقافة الأمازيغية وإعطاء دروس لفائدة المشاركين في الجامعات الصيفية لشباب مغاربة العالم، وفي المقابل تلتزم الوزارة بفتح أقسام نموذجية خاصة بتعليم الأمازيغية في بعض دول المهجر بشراكة مع جمعيات مغاربة الخارج الفاعلة في مجال الحقل التربوي والتكلف بالمصاريف الخاصة بفتح هذه الأقسام، المتمثلة في أداء تعويضات للمدرسين وكراء الأقسام ودعم أنشطة الجمعيات الثقافية العامة في إطار النهوض بالثقافة الأمازيغية وتدريسها ومحو الأمية بها في بلدان المهجر. وطبقا للاتفاقية ذاتها فإن الطرفين يعملان على تعليم الأمازيغية بشكل تدريجي لدى أطفال الجالية المغربية المعنية بالخارج وتنظيم أنشطة ثقافية في المسرح والشعر والموسيقى والأدب الأمازيغي. كما يعملان على الإدراج المنهجي للبعد الأمازيغي في أنشطة وبرامج المراكز الثقافية المغربية التي تحدثها الوزارة، وتنظيم تظاهرات ثقافية بأرض الوطن للتعريف بالمبدعين المغاربة المقيمين بالخارج وتنظيم معارض شراكية بالخارج تعرف بالبعد الأمازيغي لحضارة وتاريخ المملكة المغربية. وقال بوكوس في تصريح لجريدة «العلم» إن المعهد الملكي سيستجيب لمطالب جمعيات المجتمع المدني خاصة الجمعيات التي تعمل في حقل الثقافة الأمازيغية، وذكر ضمن هذه المطالب تدريس الأمازيغية، موضحا أن الجمعيات لاتملك الإمكانيات الكافية والضرورية للقيام بهذه العملية سواء من حيث الموارد البشرية أوالتربوية أو من حيث الوسائل الديداكتيكية والحوامل البيداغوجية. وأضاف أن المعهد سيساهم في تكوين الأساتذة وإمداد الجمعيات بالوسائل التي تمكنهم من الاعتناء بالأمازيغية لغة وثقافة . وذكر بوكوس في كلمة ألقاها قبل التوقيع على اتفاقية الشراكة بين المعهد الملكي والوزارة المكلفة بالجالية بالخطاب الملكي بأجدير، معتبرا أن المغرب أصبحت له منذ 2001 ثقافة جديدة أحدثت قطيعة مع السياسات الثقافية المعتمدة قبل هذه السنة، وقال إنها ثقافة منفتحة ومتجذرة في أصولها العربية والأمازيغية والإسلامية واليهودية، وأوضح عامر بالمناسبة في تصريح ل «العلم» أن إطار الشراكة مع العهد الملكي للثقافة الأمازيغية يستدعي الشراكة أيضا مع الجمعيات الفاعلة في المجال التربوي، مؤكدا أن هذه الاتفاقية ستمكن من انجاز عدد من التظاهرات الثقافية والفنية عبر دول العالم لفائدة الجالية المغربية بالخارج ولتعريف الأجيال الجديدة بمكونات وتنوع الثقافة الوطنية. وصرح في كلمة ألقاها في حفل التوقيع على اتفاقية شراكة أنه يترقب اليوم الذي يفتح فيه قسم لتدريس الأمازيغية لأبناء الجالية واعتبر ذلك صفحة جديدة تؤسس لمبادرة لها تأثير إيجابي على الجالية التي طالبت بهذا المطلب الذي اعتبره منطقيا وهذه المبادرة بمثابة إضافة لبنة في البناء الذي المغرب بصدده مع الجالية. وأخبر عامر في اللقاء ذاته أن البرلمان وافق على إعفاء كل القاصرين من تكاليف التنبر الخاصة بجواز السفر. وأضاف أن الارتباط الوثيق بالوطن الأم يستدعي الاستمرار في بذل المجهودات من أجل الحفاظ على العلاقة في المجال الثقافي واعتبر ذلك من أولويات الحكومة وما توليه لقضايا الجالية. وأشار أن هذه الاتفاقية ستمكن من التعريف باللغة الأمازيغية الشيء الذي يمكن أفراد الجالية من الاندماج أكثر وتعميق العلاقة مع البلد الأصلي. وبموجب هذه الاتفاقية يتم إحداث لجنة مشتركة ودائمة يعهد إليها بتحديد التوجهات الأساسية للعمل المشترك بين الطرفين والمصادقة على مشاريع البرامج التنفيذية السنوية، وتعقد هذه اللجنة اجتماعا واحدا في السنة. وتتفرع عن هذه اللجنة فرق عمل تقني مشترك بين المصالح المختصة في كل من الوزارة والمعهد، تجتمع مرتين في السنة، وتضطلع فرق العمل المشترك بإعداد مشاريع البرامج وتقييم هذه الاتفاقية واقتراح سبل تطويرها وكذا تحضير جدول أعمال اللجنة المشتركة الدائمة.