دعا مشاركون في ندوة نظمت الخميس بطانطان في إطار فعاليات الملتقى الأول للإعلام بصيغة المؤنث ، الذي ينظمه من 10 إلى 12 نونبر الجاري نادي الصحافة بطانطان تحت شعار «تحسين صورة المرأة في الاعلام المرئي»،القنوات التلفزية والإذاعية والصحافة المكتوبة الوطنية، إلى إبراز الوظائف المتنوعة التي تقوم بها المرأة في مجال التنمية وعدم اختزال عالمها واهتماماتها في مواضيع ثانوية كالصحة والطبخ والتجميل. وأضاف المشاركون في هذه الندوة المنظمة حول موضوع « صورة المرأة في الإعلام المرئي» ، أن المجال الإعلامي مدعو إلى وضع مبادئ وآليات أساسية تراقب مدى ملاءمة الخطابات والمواد الإعلامية لمبادئ احترام كرامة الإنسان، وتركيزه على دور النساء كفاعل اقتصادي واجتماعي وسياسي بدل استغلالها في الدعاية التجارية أو حصر وظيفتها في أدوار دونية. وأكدت أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بجامعة القاضي عياض فاطمة غلمان، في مداخلة حول موضوع « صورة المرأة في الخطاب الإعلامي المغربي»، أن الإعلام الوطني تنقصه الرغبة في تأهيل الأدوار الاجتماعية للمرأة المغربية ، وخطابه لم يواكب مسلسل كفاح المرأة من أجل اكتساب المعرفة والمهارة في مجالات متنوعة، وظل في جزء كبير منه ( 85 بالمائة) مقتصرا على تمرير خطابات تمعن في فصل عالمها عن عالم الرجل وتحصرها في ادوار اجتماعية نمطية لاتراعي المواقع التي بدأت تحتلها في المجتمع كفاعلات في التنمية وناشطات في عالم السياسة والبحث العلمي . وأشارت إلى أن 15 في المائة فقط من وسائل الإعلام الوطنية تقدم صورة إيجابية عن المرأة المغربية، مشيرة إلى أنه رغم جهود الدولة بتوفير ترسانة قانونية وتبنيها مخططات لدعم المرأة وتحسين مركزها ، فإن الإعلام لا يواكب هذه التحركات بحيث لاتزال المرأة تتعرض لإكراهات ولقيود نابعة بالأساس من التنشئة الاجتماعية المتعارضة مع الخطاب السياسي والتي تحول دون تنفيذ النصوص على أرض الواقع . ودعت الاستاذة الجامعية الجهات المسؤولة عن القطاع السمعي البصري إلى السهر على تطبيق نصوص ميثاق أخلاقية الإشهار التي تروج للصورة النمطية للمرأة وتستغلها وتفعيل بنود الميثاق الوطني الخاص بمناهضة التمييز ضد المرأة. وتحدثت الإعلامية ليلى ماء العينين ، رئيسة تحرير بإذاعة العيون في مداخلة حول « «صورة المرأة في الإعلام الجهوي في الأقاليم الجنوبية» ، عن دور الإعلام في إبراز القدرات الثقافية والإبداعية للمرأة المغربية، موضحة أن وسائل الإعلام الوطنية لاتزال تقدم صورة المرأة بشكل سطحي خصوصا المرأة الصحراوية التي اختزلت صورتها في المرأة الضعيفة التابعة أو تلك المتسلطة مع إغفال عالمات ومثقفات ومقاومات وفاعلات جمعويات أعطين الكثير ولازلن يشتغلن في صمت. وأضافت أن الفجوة لازالت قائمة بين ما تقدمه وسائل الإعلام عن المرأة الصحراوية وما تقوم به هذه الأخيرة في المجتمع، داعية إلى اعتماد استراتيجية إعلامية تعتمد مقاربة النوع مع منح الفرصة للمرأة للتعبير عن طاقاتها وتصحيح الصورة النمطية عن المرأة الصحراوية. وطرحت الأديبة الباتول لمديميغ في مداخلة حول موضوع « أين دور الإعلام المرئي عن صورة وصوت المرأة كناشطة حقوقية « مجموعة من التساؤلات حول دور الإعلام في تحسين صورة الناشطة الحقوقية عبر خلق برامج تبرز طاقات المرأة ودورها في المجتمع متسائلة عن السبب وراء ركن صورة المرأة على الرف وعلى من تقع مسؤولية تعتيم صورة المرأة ومن المستفيد من ذلك ومن المتضررين من غيابها أكثر . من جهتها أكدت أستاذة علم الاجتماع فاطمة صباحي، في مداخلة حول موضوع « صورة المرأة في الإعلام» أن 85 في المائة من المواد الإعلامية تقتصر على عكس الجوانب السلبية للمرأة بشكل مبالغ فيه، متجاهلة الأدوار الاجتماعية والمواقع الجديدة التي أصبحت تحتلها والخطوات المهمة التي قطعها المغرب في هذا المجال . وخلصت إلى ضرورة فتح حوار وطني بين الجمعيات النسائية والحقوقية والقطاعات النسائية للأحزاب وأصحاب القرار الإعلامي لوضع إستراتيجية إعلامية تلزم كل الفاعلين في وسائل الإعلام بمواكبة الخطاب السياسي التنموي بإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في صياغة وتطبيق برنامجها وتبني نظرية تقدمية ومسؤولة في التعاطي مع المنجزات الإيجابية ومعالجة انتظارات المستقبل .