قالت فرنسا إنها في حالة «يقظة تامة» في ظل ما وصفته بالتهديد الإرهابي «الجدي»، وذلك عقب رسالة صوتية موجهة إلى الشعب الفرنسي منسوبة إلى زعيم تنظيم «القاعدة «أسامة بن لادن، طالب فيها الحكومة الفرنسية بسحب قواتها من أفغانستان . وجاء الموقف الفرنسي على لسان وزير الداخلية الفرنسي، بريس أورتفو، الذي قال في جلسة في الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان) «إننا نعرف ذلك، التهديد (الإرهابي) جدي والتيقظ تام «. وأضاف الوزير الفرنسي «عملا بالمعلومات التي لدينا الآن، فإن هذه التصريحات لا تؤدي إلا إلى تبرير إبقاء تحركنا في مواجهة الإرهاب» مع خطة أمنية تبقى عند درجة «الأحمر» ، وهي آخر درجة قبل مستوى الخطر الوشيك . وفي وصفه للإجراءات المتخذة حاليا، أوضح أورتفو «أن الأجهزة تعمد إلى عمليات تحقق للتأكد من صحة التصريحات المنسوبة إلى بن لادن «. وقال «لنفترض أنها صحيحة، فهي لن تؤدي في الواقع إلا إلى إدراجها في سياق مواصلة التهديدات المختلفة التي صدرت حتى الآن ضد بلدنا ورعايانا سواء في الخارج أو في فرنسا». وتطرق أورتفو خصوصا إلى إمكانية حصول اعتداء «وشيك» في فرنسا من «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الذي تبنى عملية خطف خمسة فرنسيين، وتوغولي، ومدغشقري، في أرليت، شمال النيجر، في السادس عشر من الشهر الماضي . وطالب أسامة بن لادن في الرسالة الصوتية فرنسا بسحب قواتها من أفغانستان، وقال إن «السبيل لحفظ أمنكم هو رفع مظالمكم، وأهمها انسحابكم من حرب (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش المشؤومة في أفغانستان «. وينتشر زهاء 3750 عسكريا فرنسيا في أفغانستان في ولاية كابيسا ، ومنطقة ساروبي، شمال شرق كابول، مع الإشارة إلى أن عدد العسكريين الفرنسيين الذين قتلوا في هذا البلد، بلغ 48 جنديا منذ نهاية 2001. وأضاف بن لادن، في رسالته الصوتية، أن «المعادلة بسيطة واضحة، فكما تَقتلون تُقتلون وكما تَأسرون تُؤسرون وكما تهدرون أمننا نهدر أمنكم ، والبادي أظلم». وأضاف «لا يستقيم أن تشاركوا في احتلال بلادنا وقتل نسائنا وأطفالنا ثم تريدون العيش بأمن وسلام». وبرر زعيم تنظيم القاعدة خطف الرهائن الأجانب في النيجر، معتبرا ذلك «ردا على الظلم تجاه المسلمين». على صعيد آخر، قال منسق جهود مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، جيل دي كيرشوف ،إن الفنادق هدف محتمل «للإرهابيين» وإنه يتعين على الاتحاد الأوروبي تكثيف التعاون مع مسؤولي هذه الصناعة لتفادي هجوم آخر على غرار هجمات مومباي . وقالت مصادر أمنية إن هذه التحذيرات اعتمدت على معلومات مخابرات عن «مؤامرة» مرتبطة بالقاعدة لشن هجمات على مدن أوروبية على غرار هجمات مومباي في الهند 2008 التي استهدفت فنادق فاخرة وأسفرت عن مقتل أكثر من 170 شخصا. واعتبر كيرشوف أن تبادل المعلومات بدرجة أفضل هو أحد الحلول الممكنة، مشيرا إلى تعاون الوكالات الأمنية البريطانية مع الشركات الخاصة في منشآت البنى التحتية الرئيسية خاصة أن لندن ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في 2012. وحذرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا في وقت سابق هذا الشهر من زيادة احتمالات وقوع هجمات في أوروبا، وقالت واشنطن إن تنظيم القاعدة قد يستهدف البنى التحتية لقطاع النقل. يشار إلى أن آخر أخطر الهجمات التي عرفتها أوروبا، وقعت في يوليو ز 2005، واستهدفت قطاع النقل في لندن مسفرة عن مقتل 52 شخصا، كما قتل 191 شخصا في هجمات على قطارات بمدريد في مارس 2004.