يرى برنامج منظمة الصحة العالمية بشأن الشيخوخة والصحة وصندوق ميلبنك التذكاري، وهما يقرآن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وخطة العمل الدولية للشيخوخة ومبادئ الأممالمتحدة المتعلقة بكبار السن وما تبع ذلك من جهود بذلت في مجالي البحوث والسياسة العامة على الصعيد الدولي أن هناك توافقا دوليا في الآراء بدأ يبرز بين راسمي السياسات حول إتاحة رعاية مستمرة للمحتاجين من الطاعنين في السن. ويتزامن ذلك مع إحياء الأممالمتحدة للسنة الدولية لكبار السن في عام1999 ويبرز مدى صدق شعار تلك السنة الذي يحمل عنوان «نحو مجتمع لكل الأعمار» وفي هذا الإطار خلص مؤتمر اشترك في عقده منظمة الصحة العالمية وصندوق ميلبنك التذكاري في يوليو 1997 في مدينة ديبون لبان بفرنسا إلى اتفاق بين المنظمتين يقضي بالشروع في مبادرة دولية للرعاية المديدة ترمى إلى البدء في وضع بيان دولي توافقي بشأن رسم سياسة للرعاية المستمرة. وقد مضت سنوات على اعتماد الجمعية العالمية للشيخوخة خطة العمل الدولية للشيخوخة التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما بعد. وكانت هذه هي أول وثيقة عن سياسة عامة دولية بشأن الشيخوخة يتم اعتمادها بتوافق الآراء مما ساعد على توجيه الأنشطة ورسم السياسات وصياغة البرامج على الصعيد العالمي، وكان الهدف منها تعزيز قدرات الحكومات والمجتمع المدني على التعامل مع مسألة تشيخ السكان واحتياجاتهم واعتمادهم على غيرهم والعمل في الوقت ذاته على الاحتفاء بكبار السن بوصفهم من الموارد الحيوية في المجتمعات. وتعد خطة العمل الدولية للشيخوخة حلقة مهمة في سلسلة الوثائق المتعلقة بالسياسة العامة بما في ذلك مبادئ الأممالمتحدة المتعلقة بكبار السن المعتمدة في عام 1991 التي وضعها المجتمع المدني بغية النهوض بالتنمية طوال العمر وتحسين نوعية عيش الطاعنين في السن. وتستفيد المبادرة الدولية للرعاية المديدة من الأسس التي أرستها خطة العمل الدولية للشيخوخة ومبادئ الأممالمتحدة المتعلقة بكبار السن. وتركز هذه الوثيقة على احتياجات ومشاكل الطاعنين في السن الذين يحتاجون إلى رعاية مديدة. وهي تشجيع على التعاون الإقليمي والدولي من أجل ضمان استقلالية الطاعنين في السن ومشاركتهم في المجتمع ورعايتهم وتحقيق ذاتهم والحفاظ على كرامتهم. وتشدد هذه المبادرة المشتركة بين منظمة الصحة العالمية وصندوق ميلبنك التذكاري بصورة خاصة على أهمية اتخاذ الترتيبات المؤسسية اللازمة للتنمية المستمرة طول العمر ومؤازرة ورعاية الطاعنين في السن المحتاجين إلى الرعاية وينبغي أن يتمكن الطاعن ف السن المحتاج إلى الرعاية من العيش بكرامة مع الحفاظ على أعلى مستوى من النشاط كيفما كان الموقع الذي تقدم فيه الرعاية وتقر المبادرة أيضا بأن الأعباء المادية والسيكولوجية والمالية والاجتماعية الواقعة على الأسر التي تقدم الرعاية باهظة وينبغي التصدي لها. وعند توفير الرعاية ينبغي التركيز على المستفيدين منها وعلى من يقدمها أيضا وذلك بالموازاة مع المؤسسات الرئيسية.