قدمت الإذاعة المغربية يوم السبت الأخير وضمن برنامج للأذن ذاكرة حلقة خاصة عن الأستاذ عبد الجبار السحيمي شافاه الله وقد افتتح محمد الغيداني معد البرنامج اللقاء بورقة لخص فيها المسار المهني للأستاذ السحيمي الأديب والصحفي الذي ولد سنة 1938 بمدينة الرباط، وتابع دراسته بمدارس محمد الخامس. ثم التحق بالعمل الصحفي منذ أواخر الخمسينيات ، وأصدر رفقة محمد العربي المساري مجلة القصة والمسرح سنة 1964 . وشغل الأستاذ السحيمي منصب مدير جريدة «العلم» منذ 2004، من مؤلفاته «مولاي» (1965) و»الممكن من المستحيل» (1965) وكتاب مشترك مع محمد العربي المساري وعبد الكريم غلاب «معركتنا العربية ضد الاستعمار والصهونية» (1967) ، وأبرزت المقدمة أيضا الجانب الإنساني للصحفي والأديب عبد الجبار السحيمي الذي استطاع أن ينسج خيوط الحب والود والاحترام مع مختلف التوجهات الفكرية والسياسية متجاوزا الانتماء الضيق والتعصب للرأي الأوحد، وهو صوت قصصي جميل صحافي خدم الصحافة بكل حب وتفان. بعد ذلك أعطى محمد الغيداني الكلمة للروائي والمبدع الأستاذ الميلودي شغموم الذي قال أن أول انطباع يحس به الإنسان وهو يلتقي بالأستاذ عبد الجبار السحيمي هو الطيبوبة والإنسانية العميقة ، رجل يلقاك بلطف وتواضع مثير، رجل يستمع أكثر مما يتكلم له استعداد دائم لمساعدة الآخرين فهو صحافي متميز وأديب ساهم في إرساء أسس القصة القصيرة . ومن جانبه قال الصحافي والباحث حسن نجمي إن عبدالجبار السحيمي يبقى من أحسن كتاب القصة والمقالة في المغرب، فهو أديب كبير وإعلامي كبير مكانته قوية وهو جزء من ذاكرة المغرب الحديث ، فعلى قلة ما نشره من قصص، فإن نوعية قصصه وجرأتها تلامس القضايا الإنسانية وخصوصا في مغرب ما يطلق عليه بمغرب سنوات الرصاص وهنا لا ننسى أحد النصوص الرفيعة التي كتبها عن الوطن، كما رآه في عيني مهاجر مغربي التقاه السحيمي حين زيارته لباريس ، فعبد الجبار السحيمي وطني كبير وأحد الشهود الكبار لمغربنا الحديث . وبعد هذه الشهادات وخلال ثلثي المدة المخصصة لبرنامج للأذن ذاكرة قدم البرنامج إحدى الوثائق التي يحتفظ بها أرشيف الإذاعة المغربية والتي بثت أواسط الثمانينات حيث كان الأستاذ عبد الجبار السحيمي ضيفا على برنامج ضيف الزوال لطرح الجديد بعد صدور الطبعة الثانية لمجموعته القصصية «الممكن من المستحيل» ضمن منشورات عيون المقالات، وقد تركز الحديث على المجموعة القصصية وخصوصيات التأليف بالمغرب وقضايا ترويج الكتاب في العالم العربي متسائلا عن إشكالية وصول مؤلفات كتاب المشرق العربي إلى السوق المغربي وعجز وصول الكتاب المغري إلى باقي الدول العربية ، كما تحدث الأستاذ السحيمي عن أهمية المعارض في ترويج الكتاب بمختلف أجناسه وإتاحته الفرصة للكاتب للقاء المباشر مع القارئ المغربي ومعرفة آرائه وملاحظاته حول ما يقرأ ولمن يقرأ . وتبقى الإشارة في الأخير إلى أن فكرة برنامج للأذن ذاكرة جيدة حيث تتيح الفرصة لأجيال اليوم للتعرف على رجال وأحداث الأمس بمختلف تجلياتها واختصاصاتها مع العلم أن الإذاعة المغربية تحتفظ بأرشيف مهم وغني يعتبر ذاكرة للوطن .