كتبت صحيفة (فاينانسيال تايمز) البريطانية يوم الاربعاء أن طرح المغرب بنجاح لسندات دولية بقيمة مليار أورو بالسوق المالية الدولية ،في نهاية شتنبر الماضي، سوف يعزز إقتصاد البلاد ويخفف من الضغوط على السيولة. وأضافت الصحيفة المهتمة بعالم المال والأعمال ،نقلا عن محللين، أن هذا الاصدار ،الأول منذ ثلاث سنوات، سيخفف من الضغوطات المفروضة بالخصوص جراء الازمة المالية الدولية والتراجع الاقتصادي المسجل في أوروبا. وقال وزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار في تصريحات للصحيفة ان المغرب سجل عودته على صعيد السوق الدولية من أجل «تنويع موارده الخاصة بالتمويل» وتقليص الضغط على موارد المالية الداخلية. وأضاف مزوار قائلا «أردنا أن نكون في خضم تناغم دينامية القطاعين الخاص والعام الذي يطلق مشاريع التنمية (..) كما أردنا أن نضع معيارا لذلك». ولاحظت الصحيفة أن الاكتتاب في السندات المغربية الذي طرح في لندن كان أكثر من المتوقع بمرتين مشيرة إلى أن المستثمرين الاوروبيين والامريكيين يمثلون نحو 80 في المائة من المكتتبين في السندات الصادرة بالاورو. وقال سيباستيان هينان مدير شركة «ناسيونال أنفستور» الموجود مقرها بأبوظبي إن هذا الاصدار من شأنه أن يساعد كل القطاع البنكي (.. ) إنه بالتأكيد لنبأ سار» مشيرا إلى أن هذه المبادرة مع اقتناء (فرانس تليكوم) أسهما في (ميديتيل) سيضمنان تدفق مبلغ مهم من العملة الصعبة نحو المغرب. وتحدث المحلل أيضا عن ارتفاع صادرات الفوسفاط كمورد إضافي للمداخيل الذي من شأنه أن يعزز السيولة. وأشارت الصحيفة ، نقلا عن مزوار، إلى أن الاقتصاد المغربي ينتظر أن يسجل نسبة نمو بحوالي 4 في المائة خلال السنة الجارية في وقت ستحقق القطاعات غير الفلاحية نموا ب6ر5 في المائة. وبعد تأكيده على أهمية الإبقاء على دعم الاستثمار العمومي، لاحظ مزوار أن مداحيل القطاع السياحي ارتفعت ب7 في المائة هذه السنة بعد تراجع بنحو 5 في المائة في 2009 . وأضافت الصحيفة أن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج ارتفعت بدورها ب8 في المائة في 2010 . ونقلت الصحيفة البريطانية عن مزوار قوله أن قطاع الصناعات التحويلية مستمر في النمو بدوره. ومن جهة أخرى لاحظ الوزير أن «إعادة هيكلة الاقتصادات الاوروبية سوف يؤثر على الدول المصدرة المجاورة». وكان المغرب قد طرح ،في 28 سبتمبر الماضي، بنجاح سندات دولية بقيمة مليار أورو بالسوق المالية الدولية، على مدى 10 سنوات وبمعدل فائدة يبلغ 50 ر4 في المائة . ولقيت هذه العملية ترحيبا كبيرا من قبل المستثمرين الاجانب المجتمعين في حملة التسويق المنظمة بكل من لندن وباريس وفرانكفورت وميونيخ وأمستردام ولاهاي وزوريخ وجنيف. وخلال هذا الحملة استعرض السيد مزوار التقدم الذي حققه المغرب في مجال دينامية الإصلاحات وتسريع وتيرة الأشغال الكبرى والخطوات التي تم قطعها في ميدان تعزيز الإطار المكرواقتصادي وكذا في ما يتصل بآفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب. وهذا الاستقبال الايجابي يعكس ثقة مجتمع المال الدولي في آفاق تطور المغرب وهي ثقة تأكدت أيضا عبر التنقيط المزدوج «درجة الاستثمار» الذي منحته وكالتا التنقيط (ستوندار آند بورز وفيتش رايتينغز). وتجاوز الطلب الاجمالي الناتج عن هؤلاء المستثمرين 3ر2 مليار أورو، مع تنوع عريض في ما يتعلق بصورة المستثمرين والتوزيع الجغرافي. وتتمثل البنوك التي واكبت المغرب في هذه العملية في كل (باركليز) و(آش إس بي سي) و(ناتكسيز) وكذا (التجاري وفا بنك) و(البنك المغربي للتجارة الخارجية) والبنك المركزي الشعبي و(دي زيد بانك) و(آ جي) . ويعود الإصدار الأخير الذي طرحه المغرب بالسوق المالية الدولية إلى يونيو 2007 وشمل مبلغ 500 مليون أورو بمعدل فائدة بلغ 375 ر5 في المائة ولقيت المبادرة المغربية أهتماما خاصا من قبل العديد نت وسائل الاعلام البريطانية والدولية الذين رأوا في ذلك عربون ثقة في جهود التنمية المبذولة في المغرب