تم انتخاب المهاجم ، النجم البرازيلي ، روماريو ، نائبا فدراليا عن ولاية ريو دي خنييرو . وقد فاز هدّاف »البارصا« السابق وبطل العالم مع المنتخب البرازيلي لكرة القدم ، الذي لا يتوفر على أية تجربة سياسية بهذا المقعد البرلماني باسم الحزب الاشتراكي. المثير للانتباه في الحملة الانتخابية التي قام بها روماريو هو شعارها الذي يقول : »أعتمد عليكم من أجل هدف جديد للبرازيل« . وبناء على هذا ، وعد روماريو الناخبين البرازيليين بأنه سيضع برامج رياضية وسياسية لفائدة المعوَّقين .. من المعروف أن روماريو كان لاعبا موهوبا ، ساحرا، أنيقا . وكان من الصعب على الدفاع الخصم مراقبته أو السيطرة عليه خاصة داخل مربَّع العمليات . هنا تظهر عبقرية روماريو الذي لا يعرف أحد من اللاعبين وكذلك من المتفرجين ، متى وكيف يخترق الدفاع ويهزّ الشباك بلمسة سحرية خاصة ، يعود بعدها إلى وسط الملعب بكل هدوء ورزانة وكأنه لم يقم بأيّ شيء ، بل قُلْ أنه ليس هو الذي سجّل الهدف . ما كان يثيرني، شخصيا، في روماريو اللاعب، ذلك التواضع الذي كان يظهر به في رقعة الملعب ، والقدرة الكبيرة على ضبط النفس والأعصاب في لعبة من أهم مميزاتها أجواء الحماس والانفعال الصاخب التي تطغى عليها.. وهو على عكس »بيلي«(PELE) أسطورة الكرة البرازيلية والعالمية ، أو مارادونا »شيطان« الملاعب الأرجنتينية والدولية. كلاهما كان يُطلق العِنان لعواطفهما بعد إحراز هدف من أهدافهما الممتعة . كان روماريو ينهج أسلوب السهل الممتنع في لعبه ، وهو ما كان يدفع حرَّاسه من المدافعين إلى الدخول في متاهات لا يخرجون منها بسلام ، ويجعلهم في حيْرَة من أمرهم ، بينما كان هو ينسل من بينهم مثل الشعرة من العجين وكأنه يقول:» مُولْ لَمْلِيحْ باع وراح«. الآن روماريو يدخل ميدان السياسة التي تتطلّب أول ما تتطلب من الشخص الذي ينوي خوض غمارها ، ويريد أن يحتل موقعا فيها ، جملة من الأمور.. كالانسلاخ ما أمكن عن هويته الحقيقية ، والقدرة السريعة على الالتفاف والدوران والانقلاب ، وقَدْرٍ غير قليل من المجاملة (حتى لا أقول الكذب) ، واللّباقة (حتى لا أقول النفاق) ، والانضباط (حتى لا أقول التآمر) ... لا مجال هنا للصداقات وما يُسمّى الطعام المشترك ؛ فالسياسة معارك مسترسلة من أجل احتلال مواقع والصعود الصعود الصعود الذي لا نهاية له إلاّ السقوط المدوي أو المرض المزمن. روماريو مراوغ جيد وذكي في مجال الكرة. أما في مجال السياسة التي تحتاج إلى كثير من المراوغات ، فقد دخلها ، بدون »غُودَاس« وهو مُنْتَشٍ بتحقيق الرقم القياسي الأسطوري المتمثل في تسجيل الهدف الألْف في مسيرته الكروية ، ولم يسبقه أحد في هذا سوى »الملك بيلي«. هل سيحقق روماريو هدفه هو اللاّعب الذي قد تنفعه تجربته الاحترافية الطويلة لِلَّعِبِ في السياسة ؟ [email protected]