اجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، لمناقشة قضايا الشراكة الإستراتيجية الأوروبية ، والعلاقات مع روسيا والصين والهند، في حين تلقي الأزمة بين الحكومة الفرنسية والمفوضية الأوروبية على خلفية مسألة الغجر في فرنسا ، بظلالها على أجواء القمة. وحسب مسؤول كبير في المفوضية الأوروبية، فإن أجندة عمل القمة ستتمحور حول السياسة الخارجية للمفوضية الأوروبية ، ومستقبل الاتحاد الأوروبي، وتقييم أدائه في الأزمة المالية الأخيرة، والتركيز على العلاقات الإستراتيجية مع موسكو وبكين ونيودلهي. وكانت باريس قد بررت طردها نحو تسعة آلاف شخص من غجر رومانيا وبلغاريا منذ بداية العام ، بسبب مخالفتهم قوانين الإقامة في الاتحاد الأوروبي، وقالت إنها تسعى لمحاربة الجريمة، نافية أن تكون هذه الحملة تستهدف عرقا لذاته كما تقول جماعات حقوقية فرنسية وأوروبية ومنظمات أوروبية وأممية. غير أن الإجراءات الفرنسية أثارت غضب المفوضية الأوروبية إلى الحد الذي دفع مفوضة العدل بالاتحاد الأوروبي، فيفان ريدينغ، لمقارنة الإجراءات الفرنسية بما لقيه اليهود في الحرب العالمية الثانية، واصفة هذا الأمر بأنه "مخز" ، وملوّحة بملاحقات قانونية ضد فرنسا بحجة خرقها قوانين الاتحاد الخاصة بحرية الحركة. وقد أثارت تصريحات المسؤولة الأوروبية غضب باريس التي أعلنت رفضها للتصريحات، واصفة إياها بأنها غير ملائمة. ورد وزير الشؤون الأوروبية في الحكومة الفرنسية ، بيار لولوش، على تصريحات ريدينغ قائلا "صبري بدأ ينفد"، وأضاف أن "تذكرة سفر جوي للعودة إلى بلدك في الاتحاد الأوروبي ليست كقطارات الموت، وغرف الغاز"، قبل أن يضيف "لا أسمح لريدينغ أن تقول إن فرنسا 2010 في تعاملها مع ملف الروما ، تشبه فرنسا حكومة فيشي" التي تعاونت مع النازيين في ترحيل اليهود. وكانت المعارضة الفرنسية قد اتهمت الرئيس نيكولا ساركوزي باستهداف الغجر لتحسين شعبيته المتدهورة قبل انتخابات 2012 الرئاسية، خاصة أن سياساته في محاربة الجريمة كانت أحد الأسباب التي أوصلته إلى سدة الحكم عام 2007. وقد تفجرت هذه الأزمة بحدة بعد الكشف عن وثيقة ممهورة بتوقيع وزير الداخلية ، بريس أورتوفو، الأسبوع الماضي، ألقت بشكوك على مدى قانونية الإجراءات الفرنسية. وحملت الوثيقة -التي تعود إلى مطلع غشت الماضي، وسُرّبت إلى الصحافة، الأسبوع الماضي- تعليمات إلى محافظي الشرطة بتسريع تفكيك المعسكرات غير القانونية مع التركيز على معسكرات الغجر. يذكر أن فرنسا قامت بترحيل نحو ألف من المهاجرين الغجر إلى بلغاريا ورومانيا منذ الشهر الماضي، وقد تم ترحيل أكثر من ثمانية آلاف غجري منذ بداية العام، بعد طرد 9875 منهم عام 2009.