انخرط المجتمع المدني بفعالية وعطاء كبير في حقل التعليم للإسهام في كسب رهان التربية والتعليم لما له من دور جوهري في تكوين الأجيال وضمان استمرار الطاقات والكفاءات في المجتمع، وقد تجندت شبكة جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بدورها للعب دور رائد إلى جانب الأسر والمؤسسات التعليمية قصد تحقيق ما يصبو إليه مجال التعليم من تطلعات في سياق هذا الحوار يحدثنا رئيس الشبكة الحسين المتوكل عن أهمية التعليم الأولي ومكانته المتنامية. س: ما المقصود بالتعليم الأولي وما المكانة التي يحظى بها كمرحلة تعليمية تدشن مسار الطفل في حقول المعرفة؟ ج: يمكن التعليم الأولي الطفل من التفتح على محيطه الخارجي وينتقل من خلاله من عالم الأسرة إلى عالم المؤسسة التعليمية، فهو يشكل نقلة نوعية في حياة الطفل من مجال التمركز حول الذات إلى مجال إدارة الذات كما أنه يلعب دور الوسيط مابين الأسرة والمؤسسة التعليمية التي ينتمي إليها الطفل، إذن فهو اللبنة الأساسية لولوج التعليم الأساسي. وقد أثبتت الدراسات العلمية بأن 30% من النمو العقلي للطفل يتكون في سن الرابعة ويمتد حتى سن الثامنة مما يؤكد أهمية الاهتمام بالتعليم الأولي الذي كان يعرف فيما سبق انتشارا واسعا لكن فقط على مستوى المسيد أو المساجد. س: ماهو الإطار القانوني الذي ينظم التعليم الأولي ببلادنا؟ ج أصدرت الوزارة إيمانا منها بأهمية هذا التعليم قانونا ظهيرا شريفا رقم 201.1.00 بتاريخ 19 ماي 2000 والذي ينظم التعليم الأساسي وطبعا نحن كشبكة جمعيات آباء وأولياء التلاميذ نرمي إلى تحقيق عدد من الأهداف ومن بينها الاهتمام بالتعليم الأولي وتشجيعه، وقد تتبعنا باهتمام كبير المجهودات التي تبذلها الدولة والوزارة الوصية على القطاع بفتح فضاءات المؤسسات التعليمية للجمعيات في إطار شراكات. س) ماهي المجهودات التي بذلتموها ولازلتم من أجل تشجيع هذه المرحلة التعليمية المهمة؟ ج) قامت شبكة جمعيات آباء وأولياء التلاميذ مؤخرا بتقديم برنامج للتعليم الأولي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وملفنا لايزال في إطار الدرس ونتمنى أن يحظى بالموافقة إن شاء الله حتى نتمكن من تحقيق هدفنا كما دخلنا كذلك في اتصالات مباشرة مع بعض الأساتذة المديرين الذين لمسنا فيهم روح الاستجابة للمبادرة إلا أننا نتمنى أن تكون الإجراءات الإدارية في مستوى تطلعات المجتمع المدني طبعا لأنه لا يهمه فقط الشبكة بل هناك كذلك جمعيات ومؤسسات خاصة تهتم بهذا المجال، أتمنى أن تفتح الفرصة أمامها لتلعب دورها الهام في خلق نواة هذا التعليم الذي نأمل أن يحقق الأهداف المرجوة منه. س- ألا ترون أن الاهتمام الذي توليه الدولة للتعليم الأولي يحقق نتائج إيجابية على القطاع عموما؟ ج- يمكن الاهتمام بالتعليم المدرسي الدولة بالإضافة إلى دورها التربوي من امتصاص مشكل بطالة الخريجين مما يفتح آفاقا أمام هذه الفئة كي تتكون ولكي تقوم بدورها في نشر هذا التعليم، كما أن الوزارة قد قامت بتدريبات لفائدة بعض الأساتذة في التعليم الأولي الذين وصل عددهم إلى حوالي 3500 عنصر سيمارسون مهامهم في هذا القطاع. س- ما هي تطلعاتكم بخصوص برنامجكم الذي يرمي إلى تشجيع التعليم الأولي؟ نعبر من خلال هذا المنبر عن إرادتنا القوية نحن شبكة جمعيات آباء وأولياء التلاميذ في تطوير التعليم الأولي من خلال إتاحة الفرصة للجمعيات المنضوية تحت لوائها، والتي تتوفر على مؤهلات وعلى موارد بشرية هامة وعلى أطر نفتخر بها، وقد قامت فعلا الشبكة بعدد من الأنشطة أطرتها في مختلف المدن المغربية بنجاح كبير، ونتمنى أن تكون هذه الفرصة مواتية للاستجابة لهذا النداء. س- ما هي الأهداف التي يحققها التعليم الأولي؟ ج- بالإضافة للآفاق التي يفتحها التعليم الأولي فإنه أولا يهذب الطفل، ويصقل مواهبه ويربيه على العمل الجماعي.ويشكل التعليم الأولي على مستوى المؤسسات العمومية قفزة نوعية كما يمكّن الآباء والأسر من تكوين فلذات أكبادهم لأنه طبعا يساعد على اكتشاف مواهب الطفل، ويساعده على العمل الجماعي كما يساعده على خلق جو التضامن، وهو كذلك يشكل ركيزة أساسية لبناء الجيل القادر على تحمل المسؤولية باعتبار أن المؤسسات التعليمية تتوفر على 39% من الطاقات، التي أتمنى من الدولة أن تصقلها من خلال التعليم الأولي حتى تكون لهذا التعليم أهمية خاصة، خصوصا وأن بعض الدول توليه أهمية كبيرة جدا وتعتبره إلزاميا وتوفر له كل ظروف النجاح .