تؤكد الدكتورة ماري فرانس لوهوزي، وهي أخصائية علم الأمراض النفسية لدى الأطفال والمراهقين بفرنسا ومؤلفة بالشراكة لكتاب الرهاب المدرسي «Phoiescolaire» أن الدخول المدرسي يمثل لبعض المتمدرسين كابوسا حقيقيا خاصة للذين يواجهون ما قد يصطلح عليه الرهاب أو الذعر المدرسي. وتضيف أن هذه الحالات وحالات التغيب المستمر في فرنسا في تزايد، وتعزو ذلك إلى أسباب متعددة تبسطها في سياق هذا الحوار ومن ضمن ذلك الإدمان على ألعاب الفيديو: س : ماهو الرهاب المدرسي؟ ج: خلف هذه العبارة تختبئ سلسلة من الحالات التي تجعل الطفل غير قادر على الذهاب إلى المدرسة، ونفضل اليوم التحدث عن أطفال «خائفين من المدرسة» أو «في طريق الانقطاع عن الدراسة»، ويمكن التعرف على الطفل المصاب بأحد هذين المرضين إن صح القول بالتغيب أو الرغبة في التغيب وترديد عبارات التوسل من قبيل «ليست لي رغبة في الذهاب إلى المدرسة» أو «لست قادرا على الذهاب إلى المدرسة» وكذلك عن طريق بعض الأعراض البدنية كالإحساس بآلام مثل آلام البطن أو الرأس أو الرعشة أو الغثيان أو الإسهال وذلك تزامنا مع وقت الذهاب إلى المدرسة. أما أسباب الإصابة بالمرض فهي متعددة: حيث نجد نوعا من الأطفال غير القادرين على الانفصال عن أسرهم نظرا لتعلقهم الشديد بالأم أو الأب أو شقيق أصغر، كذلك يعتبر تعرض الطفل لحالات اعتداء سواء في المدرسة أو في الطريق إليها أيضا من هاته الأسباب، ونجد بعضا من الأطفال يتملكهم الخوف من نظرات الآخرين إليهم، أو القلقين من مستوى تحصيلهم داخل المؤسسات التعليمية وخوفهم من الإخفاق. تلك كلها أسباب تؤدي إلى تولد الذعر من المدرسة لدى الأطفال. س- كيف يمكن أن نساعد الأطفال الذين يقعون ضحية لهذه الظاهرة؟ ج - تتمثل أولى الخطوات من أجل تفادي المرض في فتح الآباء قناة الحوار المستمر مع الأبناء والتحدث معهم بأسلوب ثقة، ومد جسور التواصل مع المؤسسة لمعرفة مايحدث، أيضا يتطلب الأمر مساعدة الأطباء النفسانيين، أما إذا كانت حالة الطفل معقدة بحيث قد تستغرق مدة زمنية طويلة فلابد من اللجوء إلى مراكز متخصصة للعلاج، ويكون الهدف المطلوب هو العمل على تأقلم الطفل مع العمل المدرسي. س: ماهي النصائح التي يمكن أن تقدمها للآباء؟ ج: بالنسبة للأطفال الذين ارتادوا المدرسة ثم حدث لهم هذا، من الأفضل ضمان عودتهم بسرعة إلى الفصل لأنه كلما طالت فترة التغيب كلما كان صعبا ولوجهم إليه. كذلك يجب تفادي تشجيع الأطفال على التغيب عن الحصص لأسباب غير موضوعية كحضور حفلة أو سفر شخصي ، فعلى الآباء أن يكون لهم سلوك إيجابي تجاه المدرسة وتفادي ملاحظات في حق المدرسين أو المسؤولين بالمدرسة حتى لا يتم الانتقاص من قدر المؤسسة في ذهن الطفل أو بالمقابل تهديد الطفل بالقول «سترى ما ستفعله بك المعلمة عندما تعلم كذا» أو «سترى المدرس، كمْ هو شديد!»