بعد الاتهام الأخير الذي وجهه يوسف قدوري رئيس جمعية النور الإسلامية بمليلية المحتلة بخصوص عدم أهلية خليفة محمد الشايب وانتحاله الصفة لتمثيل مسلمي المدينة السليبة خلال حضوره إحدى الدروس الحسنية الرمضانية حيث تشرف بالسلام على أمير المؤمنين، جاء رد الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية لتدافع فيه عن خليفة محمد الذي اعتبرته ممثلا عنها و يشغل مهمة المسؤول عن العلاقات بالفيدرالية. مشيرة في ذات الوقت إلى أن تحركات يوسف قدوري مكشوفة وأشارت إلى وجود جهات ما هي التي تقف وراء حملته الأخيرة الساعية إلى زرع الفتنة بين المسلمين و خلق تشرذم بين مكوناتهم والتأثير على تجانسهم وائتلافهم الذي ينصهر داخل لجنة موحدة. وتعتبر الفيدرالية الإسلامية إحدى أبرز التنظيمات الدينية بإسبانيا يرجع تاريخ تأسييها إلى سنة 1989 كإطار يجمع أكثر من 15 جمعية و تمثيلية للمسلمين كما تشكل إلى جانب اتحاد المنظمات الإسلامية الإسبانية ما يسمى باللجنة الإسلامية التي تعتبر المخاطب الرسمي أمام حكومة إسبانيا التي تعرف تزايدا في أعداد المسلمين بما يقارب المليون و نصف مسلم. رقم جاء تتويجا لمجهودات و نضالات من أجل أن يحظى المسلمون بكافة الحقوق المخولة لباقي الطوائف الدينية حيث سنت إسبانيا قانون 1967 الذي يسمح للمسلمين بتأسيس جمعيات لهذا الغرض كان أولها جمعية أنشأت بمليلية المحتلة سنة 1968. وأكدت الفيدرالية الإسبانية للهيئات الدينية (الفيري) في بلاغها الذي عممته على وسائل الإعلام أن حضور خليفة محمد الشايب للدروس الحسنية جاء من منطلق مسؤوليته و عضويته داخل الفيدرالية ، من جهة أخرى يرى متتبعون أن التصعيد الأخير الذي اختاره يوسف قدوري تمتد خيوطه إلى كواليس الانتخابات الأخيرة حول رئاسة اللجنة الإسلامية بمليلية المحتلة التي عرفت صراعا داخليا بين مكونات تمثيليات المسلمين أبرزها انتقادات صدرت عن يوسف قدوري تطعن في شرعية العملية و سعيه لثني المسلمين لمقاطعة الانتخابات على اعتبارها غير ديمقراطية وتنقصها الشفافية، الأمر الذي فندته جمعية أخرى من داخل الجمعيات الإسلامية النشيطة متهمة خرجات رئيس جمعية النور إبان انتخاب رئيس اللجنة الإسلامية المحلية بمليلية المحتلة كانت بدافع التأثير على نتائج التصويت و فرض إسم يوالي لتوجهاته أو توجهات من يقف وراء تحركاته في إشارة إلى أطراف ليس في مصلحتها التفاف المسلمين و توحدهم. وقد سبق ليوسف قدوري أن وجه رسالة توضيحية في هذا الصدد مؤرخة في 27 غشت الموافق ل 17 من رمضان تثير إشكالية تمثيل المسلمين هذه و معتبرا المسمى محمد خليفة شخصا لا علاقة له بالنسيج الجمعوي المهتم بشؤون المسلمين و أن جمعية النور التي يترأسها قدوري تعد أكبر تنظيم بمليلية من حيث النشاط و المنخرطين ووصف البيان التوضيحي بتحفظ شديد حضور محمد خليفة بكونه محاولة منه و من دفع به في هذا الاتجاه لتحقيق مصالح شخصية و ووضعه كرجل ثقة من داخل مليلية التي قال عنها البيان أنها تتنكر لمثل هذا الشخص و لا يعنيها في شئ. وحتى يتسنى للقراء الاضطلاع أكثر على تفاصيل هذا الملف خاصة ما تسرب من كونه صرح بانعدام أي علاقة تربطه بالمغرب و مؤسساته وأنه مواطن إسباني اتصلت العلم بيوسف قدوري رئيس جمعية النور الإسلامية الذي نفى بشدة ما يتم تداوله بين أوساط إعلامية وقال بأن تصريحاته تم تأويلها خارج السياق المفترض وكانت منقوصة جدا ، مؤكدا أنه باعتباره مواطنا إسبانيا كما تبينه كل وثائق الإقامة التي يتوفر عليها لن يمنعه من الجهر بولائه للمغرب الذي يشكل أمير المؤمنين صلة وصل بين مغاربة مليلية و إخوانهم في كل أرجاء المملكة. وقالت مصادر أن إجابته هذه تحوم عليها تحفظات ترجح فرضية خضوعه لتعليمات مع احتمال تخوفه من ضغوظات السلطات بمليلية التي لا تقبل من يعاكس توجهاتها أو يشكك في شرعية تواجدها وبالأخص بعد انتقاداته لمحمد خليفة و الفيدرالية (الفيري) وتضيف ذات المصادر أنه شوهد مرات عديدة يتنقل بين الجانب المغربي و الإسباني في بوابة مليلية المحتلة خلال الأحداث الأخيرة لثني وإقناع المحتجين بتعليق الاعتصام و تيسيير دخول المنتجات و البضائع إلى مليلية تحركات قال عنها يوسف قدوري بأنها كانت من منطلق واجبه كفاعل جمعوي و سعيه من أجل أن لا تتطور الأحداث إلى مستويات مأساوية تنعكس على الساكنة المسلمة .