يوم رمضاني ثقافي وفاء لروح الفقيد محمد بن حيون بالعرائش بساحة قصر البلدية بمدينة العرائش، نظمت جمعية ديكول للتنمية والتعاون وبتنسيق مع مجموعة أصداء للموسيقى والبحث في التراث وبدعم من الملحقة الاقليمية لوزارة الثقافة يوما رمضانيا ثقافيا وفاء لروح الفقيد المرحوم محمد بن حيون وذلك يوم الجمعة 27 غشت 2010. عرف هذا اليوم نجاحا باهرا، حضرت فيه شخصيات وازنة وأصدقاء المرحوم وعائلته والعديد من فعاليات المجتمع المدني. عبر »العربي السطي« في كلمته عن جمعية ديكول، أن هذا الحفل التأبيني للمرحوم بن حيون جاء في البداية عبر نقاش مطول مع إخوان في مجموعة أصداء على أساس إحياء هذا الحفل التأبيني والذي بني على شيئين أساسيين: أولا ترسيخ ثقافة الاعتراف بالمدينة، ونحن كجمعية سبق وأن نظمنا أنشطة مثل هذه. والتي تصب في إطار ترسيخ ثقافة الاعتراف عند الأجيال. ثانيا، جاء النشاط للتعريف بخصال هذا الرجل، الذي هو رجل سلطة، وقليلا ما تجد أن المجتمع المدني يعمل على تكريم أو تأبين رجل سلطة، دائما هناك تناقض وتنافر، وعندما يكون رجل سلطة نزيه ويقوم بواجبه، وفي نفس الوقت يساهم مساهمة فعالة في إطار العمل المدني أو في الأنشطة الاجتماعية والفنية، فهذا يفرض علينا أن نعترف بأدائه كإنسان وكرجل سلطة وعطاءاته كفنان، من هذا المنطلق، احتضنت »ديكول« هذا النشاط وسهرت على إنجاحه، وأضاف أيضا »أن هذا الحفل كان سيكون فقرة فقط في البرنامج الذي كان مقررا تنظيمه في فضاء الاستقبال مع جمعية »مدينتي« حيث حصلنا على الموافقة الشفاهية من مندوب وزارة الشباب والرياضة، وبعد تهييء جميع الظروف لإنجاح البرنامج الذي كان حافلا وغنيا بمجموعة من الأنشطة التي كانت ستساهم في تنشيط المدينة ثقافيا، لم نحصل على الموافقة النهائية من طرف المندوب بحجج واهية، وكان عليه أن يرفض في البداية تسليمنا الفضاء لكي يكون لدينا الوقت للبحث عن فضاء آخر، وكنا قد قمنا بالدعاية ونشرنا الملصقات وطبعنا الدعوات بعد الموافقة الشفاهية، وهذه ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها بهذه الطريقة وهذا السلوك اللامسؤول، فقد ساهم بشكل كبير في إفشال برنامج المقهى الثقافي الرمضاني. بينما صرحت زوجة المرحوم »بشرى الجواي« التي اعتبرت أن المرحوم مازال معنا، ومازال حبه يشمل أصدقاءه وأحباءه، فقد صرحت أن زوجها الراحل لم يتوف في حادثة سير عادية، ولكنه قتل بيد غادرة من طرف مجهولين، وصرحت للعلم أن جريمة قتله بدأت في مرحلة الانتخابات حيث وضعوا له كمينا فاضطر إلى إبعادنا من سيدي قاسم إلى الرباط، وقد قال لي عندها، أن حياته مهددة وفي خطر وطلب مني الرحيل، كما أتذكر جيدا يوم الأحد 3 ماي 2009 ، حيث خرج المرحوم الى المقهى، فدسوا له شيئا في مشروبه ولم يتذكر شيئا في تلك اللحظة حتى اسمه نسيه، وهذه الجريمة كان مخططا لها منذ تلك اللحظة حتى نفذت يوم 24 دجنبر 2009 ، لذا فأنا أطالب بفتح تحقيق في الموضوع، لأنه أعطى أكثر من عشرين عاما من عمره خدمة لوطنه، وكافح وناضل بكل قوة من أجل ذلك، وأنه كان ذا ضمير مهني، أحب أصدقاءه وعائلته. فيما عبر رفيقه عبدالسلام السلطاني في مجموعة أصداء أن المرحوم كان فنانا موهوبا، يسكنه فنان بمواصفات كبيرة، ليس في الموسيقى فقط بل في الشعر والزجل والتلحين، كان فنانا شاملا وذا ذوق رفيع ، فهو طيب ومتخلق ومتواضع جدا، ويعرف معنى الصداقة ، يقدرها ويعطيها حقها ولا يحمل الضغينة في قلبه، لذا لا أعتقد أنه كان له أعداء. وتخللت هذا الحفل شهادات في حقه، كما ألقيت قصائد شعرية وزجلية تتغنى بفضائله ومكارمه، وشاركت فرق محلية ووطنية في هذه الأمسية كفرقة مفتاح صول: ومجموعة المشكاة ومجموعة كلمة ومجموعة أصداء ومجموعة كناوة »أولاد بامبرا« وقدمت في نهاية الحفل إلى حرم المرحوم لوحة تذكارية وألبوم مجموعة أصداء لأبنائه. ساهم المرحوم في تأسيس مجموعة من الفرق الموسيقية بالعرائش وتطوان مثل (المصابح - لمحاور - لعوان - صدى الشمال أصداء جوق الأصيل) ، ودعم بشكل كبير أغنية الجيل وموسيقى الشباب وألف ولحن العديد من الأغاني، حيث لحن نصف الريبيرطوار الفني لمجموعة أصداء البالغ 42 أٌغنية، أما في مساره المهني فهو خريج المدرسة الوطنية للادارة العمومية وأتم دراسته بمدرسة تكوين أطر وزارة الداخلية وعين قائدا بمجموعة من الأقاليم منها (كلميم - الرباط، شفشاون - سيدي قاسم).