وجه شباب مغربي نداءا مستعجلا لكافة الأحزاب السياسية، قصد الانخراط في مبادرة أطلقوها لحشد دعم تمثيلية وازنة للشباب في برلمان 2012، على غرار ما حرى بالنسبة للنساء، ولهذا الغرض، تم إحداث لجنة تحضيرية عهد إليها تفعيل المبادرة على أرض الواقع، من اجل تمكين الفاعلين السياسيين الشباب من الحصول على انتدابات انتخابية على مستوى المؤسسة التشريعية، عبر إقرار لائحة وطنية خاصة بالأطر الشابة. وجاء إحياء هذه الفكرة،التي نوقشت بين زعماء الأحزاب السياسية من الأغلبية والمعارضة على السواء، عند تولي حكومة التناوب تدبير الشأن العام، لكنها لم تلق، انذاك الصدى الطيب، سنة 1998 ، بل تحول هدفها من لائحة مختلطة للأطر، نساءا ورجالا، إلى لائحة وطنية خاصة بالنساء. وقال ياسين الاخشيدي، عضو رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة، إحدى جمعيات المجتمع المدني، المساندة لهذه المبادرة، إن الهدف الأسمى لهذه المبادرة الشبابية، هو إعادة السياسية إلى الشباب، وإعادة الشباب إلى السياسة، وأن خطابات التخليق والعقلنة، وإصلاح وتأهيل المشهد الحزبي سوف تبق دون تطوير إذا لم يوضع في حسابات الأحزاب الدفاع عن تمثيلية الشباب في المؤسسات المنتخبة،مضيفا أن ممارسة السياسية اليوم تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى جرعة أمل جديدة تمنح للشباب المغربي الثقة في جدوى الفعل السياسي. وأوضح الاخشيدي، الذي كان يتحدث ليلة الثلاثاء في مؤتمر صحافي عقد بالرباط، أن الثقة لايمكن بناؤها إلا من خلال منح فرص أكبر للفاعلين السياسيين الشباب عبر ضمان وجودهم في الهيئات التقريرية للأحزاب. ومن جهته، قال عبد العزيز الدرمومي، كاتب عام شبيبة حزب الحركة الشعبية، في معرض جوابه على سؤال لصحيفة « العلم»، إن المبادرة مفتوحة في وجه جميع شبيبات الأحزاب الوطنية، معلنا أنه اتصل بشبيبات أحزاب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية، قصد المشاركة بفعالية في هذه المبادرة، موضحا أنها عبرت عن مساندتها لهذه المبادرة، وستقرر لاحقا في كيفية دعمها. وأكد الدرمومي أن إنجاح المبادرة الشبابية يتطلب مشاركة كافة الأحزاب السياسية، قائلا «نحن لسنا إنتهازيين نريد قطف ثمار مبادرة تهدف إلى التمييز الإيجابي إتجاه الشباب، ولكن نريد أن ندافع عن الشباب ونناقش مشاكله في المؤسسة البرلمانية». ومن جهته، قال يونس أبشير، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، إنه رغم غياب هيئة شبابية تنشط كإطار منظم في الحزب، فإنه وعدد من الشباب التجمعيون قرروا الانضمام إلى هذه المبادرة، التي وصفها «بالخلاقة» لدفع القيادة الحزبية، إلى الاستجابة لمطالب الشباب من جهة، وحث باقي الأحزاب الأخرى إلى إعلان موقفها الصريح من هذه المبادرة. وأكد أبشير إنفتاح هذه المبادرة على كافة المشارب السياسية من أغلبية ومعارضة، وتيارات فكرية محافظة أو ليبرالية يمينية، أو يسارية، قصد إجراء مصالحة مع الشباب، وضمان مشاركة فعالة في الانتخابات المقبلة. وقال المهدي بن سعيد، رئيس رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة، إن المشاركين سينظمون في الأيام المقبلة، ندوات وأيام دراسية، وإتصالات مكثفة مع الفرق البرلمانية وكافة القيادات الحزبية، وعلى إثر ذلك سيرفعون مذكرة مفصلة إلى السلطات العليا، قصد تقنين مشاركة الشباب في الانتخابات المقبلة.