الصدفة وحدها قادتني لحضور أحد لقاءت يوم المهاجر مع السلطة المحلية لعمالة تمارة الصخيرات برئاسة عامل الإقليم، اللقاء كان متسما بكثير من الجرأة من طرف مهاجرينا من مختلف مناطق العالم، والموضوعية تقتضي القول أن السلطة وعلى رأسها عامل الإقليم تعاملت بكثير من المنطق والواقعية مع القضايا التي عرفها هذا اللقاء التواصلي ذو الفوائد الكثيرة. وما أثار انتباهي في مداخلات مهاجرينا التي طغى على أغلبها مشاكل إدارية مثل التحفيظ العقاري، إصرار هؤلاء على أهمية العناية بتكوين انطباع جيد لأبنائهم عن وطنهم الذي يزورونه مرة في السنة من خلال تجويد المعاملات الإدارية، وتسريع وتيرة الحصول على الوثائق، واعتماد الشباك الوحيد لتسهيل العديد من العمليات الإدارية التي تستنزف وقتا طويلا من خلال التنقلات الكثيرة بين مصالح متباعدة مما يجعل العطلة القصيرة للمهاجرين مستهلكة في الوثائق، وتضييع على الأبناء فرصة التعرف على وطنهم أكثر بعيدا عما يلاحظون من معاناة لآبائهم طيلة وصولهم لأرض الوطن، ومن ضمن النقط ذات الأهمية القصوى في هذا اللقاء إلحاح المهاجرين على ضرورة الاهتمام أكثر بالجوانب الروحية والتربوية لأبناء جاليتنا بالخارج من خلال مضاعفة المجهود الحالي، خاصة في ظل الحملات العنصرية والاستفزازية التي يتعرض لها جزء مهم من جاليتنا في مناطق عدة من أوروبا، والأمر المهم الذي كان محط نقاش معمق هو حقوق المستثمر المهاجر داخل وطنه، باعتبار المستثمر الأجنبي تحميه قوانين دولته والاتفاقيات المبرمة، في حين يواجه المهاجر المغربي الذي يفكر في الاستثمار داخل وطنه مشاكل متعددة قدمت نماذج منها مستثمرين مغاربة شبابا ورجالا ونساء فكروا في الاستثمار داخل وطنهم لكن وجدوا أمامهم حواجز كثيرة، الشيء الذي أصبح يفرض التفكير جديا في تطوير البنيات الإدارية المكلفة بالاستثمارات لتوفير ظروف أكثر ملاءمة خاصة لمهاجرينا للإسهام في بناء الوطن، ودعم مساره التنموي الذي عرف تطورا مهما من خلال أوراشه الكبرى في كل المجالات. وهناك إشكالية ذات أهمية أثيرت خلال اللقاء المذكور وتتعلق بمصادفة وصول مهاجرينا لأرض الوطن ما يعرف بالعطلة القضائية. والتي تسبب للكثير منهم مصاعب كثيرة بخصوص معاملاتهم القضائية، الشيء الذي دفع أبناء جاليتنا للتأكيد على ضرورة إحداث قاضي خاص بقضايا المهاجرين خلال الفترة المذكورة. يوم المهاجر تكمن قيمته في أنه أصبح قناة من قنوات التشخيص والتعبير عن مختلف المشاكل والتصورات والمقترحات التي تجعل جاليتنا مواكبة لمختلف أوراش الوطن، ومساهمة فعليا فيها، وستكون قيمة هذا اليوم أكثر انتاجية إذا أحس مهاجرونا السنة المقبلة أن جزءا مهما مما طرحوه وجد طريقه نحو الحل، لتجنيب تحول هذه اللقاءات إلى عمل روتيني وصورة مكررة لسنوات سابقة.