ادرجت يوم 24 يونيو الجاري أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمكناس، قضية متهم بقتل أبيه، بدوار عزيب موحى انهموشة جماعة آيت حرز الله إقليم الحاجب. ويستشف من الوقائع التي باشرها مركز الدرك بسبع عيون (35 كلم على مكناس). أنه على إثر مكالمة هاتفية، تفيد بوفاة شخص، انتقل رجال الدرك على وجه السرعة إلى مكان الواقعة وحسب إفادة مصدر موثوق وجدوا شخصا يبلغ من العمر حوالي 56 سنة مضرجا في دمائه، وجمجمته منشطرة إلى نصفين، يظهر منها المخ البشري. والجاني يؤكد نفس المصدر ابنه جالس القرفصاء قرب جثة أبيه فاقدا وعيه، بمسرح الجريمة التي اختير لها أن تكون بإسطبل في ملكية الضحية. واسترسالا في البحث التمهيدي، تؤكد المعطيات أن أسباب الخلاف ترجع إلى كون الهالك رجلا مزواجا كانت بعصمته ثلاث نساء، طلق واحدة بخمسة أبناء، اثنان منهما يعيشان مع أبيهما المتزوج بثالثة. ونظرا لكثرة المشاكل مع زوجة الأب، تضيف المصادر، التي تدخلت غير ما مرة لفض النزاع داخل العائلة، تم طردهما من البيت بعد أن تعددت شكايات الزوجة على اعتبار أن الولدين يضايقانها. مصادر أخرى أرجعت أسباب الخلاف إلى كون الولدين طالبا غير ما مرة أباهما بحصتهما من المبلغ المالي المتحصل من بيع قطعة أرضية، غير أن هذا الطلب قوبل بالرفض على اعتبار أن الأب ينوي شراء 10 هكتارات أخرى. غادر لحسن وأخوه نور الدين البيت وراحا يبحثان عن عمل يتملكهما الألم، والحسرة، ولوعة فراق البيت الذي ترعرعا فيه إلى أن استقر الأمر بالأول بمخبزة يعمل بها، والثاني عامل فلاحي مع الغير. ضاق الحال بلحسن المزداد سنة 1988 عازب. وعاد صبيحة يوم 22 ماي المنصرم، واستغل ظروف تواجد الأب بعيدا عن البيت، وحوالي العاشرة صباحا تضيف بعض المصادر وبينما زوجة الأب منهمكة في أشغال فلاحية قرب المنزل، نودي عليها لتلتحق بالمنزل لتجد لحسن في انتظارها، وهنا اختلفت الروايات، بعضها يقر بوجود مشادات كلامية حول أسباب الزيارة، وأخرى تحاول إلصاق تهمة التحرش الجنسي، نتج عنها سب وشتم، وضرب زوجة الأب بقطعة زجاج على مستوى الظهر، يتبعه صراخ، إلى أن تدخل بعض الجيران والأقارب ولاذ الابن بالفرار. الزوجة - حسب ما حكت - اتصلت بزوجها هاتفيا، الذي حضر على متن دراجة هوائية من سوق سبت عين لحناش، وواجه ابنه بالمنسوب إليه مستدرجا إياه داخل الإسطبل من أجل القبض عليه، إلا أن الولد تملكته حالة هستيرية أفقدته الوعي، ولم يجد بالقرب منه سوى معول الحفر «صابة» هشم بها رأس أبيه، ليعيد له ضربات متتالية بواسطة الرفش «بالة» ويتركه جثة هامدة، والجاني إلى جواره في هول من أمره، إلى أن حضر رجال الدرك واقتادوه إلى المخفر، أما الجثة فأرسل بها إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس بمكناس. تمهيديا اعترف القاتل لحسن بما نسب إليه، وحرر في حقه صك الاتهام بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وأخوه نور الدين اتهم بالمشاركة، ولازال الأخوان رهن الاعتقال وعلى ذمة التحقيق، وتم إدراج القضية أمام قاضي التحقيق يوم 24 يونيو الجاري، وأرجئت إلى 8 شتنبر القادم للاستماع إلى باقي الشهود.