حسنا فعلت إذاعة طنجة من خلال برنامجها الفني الناجح أنيس المبدعين حين رفعت الستار عن وجه فنان مبدع، يعرف الناس أعماله ويتابعونها، لكونها تلاقي نجاحا كبيرا سواء في القتاة الأولى حين كان يعمل بها أو مع القناة الثانية.. ويبرز الحس الفني عند هذا الفنان الذي تتعدد مواهبه في كل مجالات إبداعه، وإن كانت تصب جميعها في التراث المغربي بغرناطه وآلته والشعبي فيه والعصري والتراثي. إنه الفنان والباحث عبد السلام الخلوفي الذي استطاع أن يبلور مواهبه على أرض الواقع، وقدم سلسلة من البرامج يذكرها النظارة بالكثير من التقدير ، وخاصة التي تنقب في التراث الأصيل بكل فروعه وروافده. واعتبرها شخصيا وثائق قيمة، تغني خزانة البحث. ولاشك أن الجميع سيكون متفقا معي. خاصة من تابع حلقة شذى الألحان الحلقة الماضية، التي اهتمت بفنون الحال، الكناوة بكل ألوانها ورموزه، والعيساوية والحمدوشية، وتراث الزوايا وغيرها. إذاعة طنجة كرمت هذا الفنان، وهي سباقة الى مثل هذه المبادرات، ونأمل أن نشاهد إحدى القناتين تقوم بنفس المبادرة. فقد.... كرمت إذاعة طنجة، في بحر الأسبوع قبل الماضي، معد البرامج الفنية والباحث في التراث الموسيقي المغربي الفنان عبد السلام الخلوفي، ضمن برنامجها »أنيس الليل« الذي يعتبر من النوافذ التي نطل فيها على فنانينا وابداعاتهم وأحيانا مشاكلهم. وشارك في هذا البرنامج التكريمي، الذي يعده ويقدمه الزميل حميد النقراشي، فعاليات فنية مغربية وعربية منحها المخرج والباحث المسرحي عبد المجيد فنيش والمطربة كريمة الصقلي والفنان الحاج محمد باجذوب ونبيل أقبيب عازف الكمان والممثلة والمخرجة بشرى إيجورك والإذاعي أحمد ريان والإعلامي المختار لغزيوي والأستاذ محمود قطاط عضو المجمع العربي للموسيقى ومؤسسة المعهد العالي للموسيقى بتونس والمطرب السوري عمر السرميني والإعلامي توقيف نديري وعازف العود والملحن محمد الأشراقي. وأجمع هؤلاء المتدخلون على كون تجربة المحتفى به مضت في اتجاهات متعددة، سواء في العمل الإبداعي الصرف كرئيس فرقة موسيقية تأسست منذ ربع قرن (صيف 1985) بمدينة طنجة أو كمساهم في العمل الإعلامي كاتبا صحفيا ومراسلا لمجموعة من الصحف الوطنية والعربية أو مشاركا في العمل التلفزي عبر العديد من القنوات بدءاً من قناة »سور« الإسبانية سنة 1990 أو قناة »الأولى« للتلفزة المغربية التي أنجز لفائدتها مجموعة من الأعمال والبرامج من بينها »ميراث« و»مشروع توثيق موسيقى الآلة« الذي شارك فيه 150 فنانا من ألمع العازفين والمنشدين المغاربة، أو مع القناة الثانية »دوزيم« كمعد لمجموعة من البرامج التي تزاوج دائما بين الترفيه والتثقيف ومن بينها »الكلام الموزون« و»أنغام الأطلس« و»أنغام« و»الخالدات« و»شذى الألحان«. وذكروا بأن الفنان عبد السلام الخلوفي نشأ في بيئة فنية مما أهله ليكون مشاركا في المجال الفني الموسيقي، وخاصة في مجال الموسيقى الأندلسية إضافة إلى اهتمامه بالتراث الشعبي للشمال المغربي ومستعملات الزوايا الصوفية خاصة الزاوية الحراقية الدرقاوية، علاوة على إتقانه لأداء الابتهالات والإنشاد الديني وفق المقامات العربية والطبوع الأندلسية. وثمن المتدخلون الطريقة التي يعتمدها الفنان الخلوفي في إعداد برامجه التلفزية الفنية، إذ يحرص على أن تكون الحلقات موضوعاتية تتمحور حول موضوع متجانس، مبرزين أنه يهتم بتفاصيل الموضوع من خلال استضافته للفرق المناسبة لمحاور الحلقة وكذا لمجموعة من الباحثين الذين يغنون النقاش في الحلقة. وكان الباحث والفنان الخلوفي، وهو من مواليد طنجة سنة 1965، وأستاذ التعليم الثانوي لمادة اللغة العربية منذ 1989 وأستاذ التربية الموسيقية بالمركز التربوي الجهوي منذ 2009، قد شارك مؤخرا في ندوة دولية حول الفنون التراثية في قلب وسائل ا لإعلام ووسائط الاتصال التي احتضنتها جامعة المنوبة بضواحي تونس - العاصمة بعرض حول »حضور الموسيقى الأندلسية المغربية في وسائل الإعلام.. دراسة إحصائية«. ومن بين الأعمال التلفزية التي قام بإعدادها هناك التعليق الخاص بالبرنامج الموسيقي الوثائقي »أصوات بمذاقات متوسطية« سنة 1990، وتوثيق العديد من الحصص من طرب الآلة لفائدة القناة الأولى، وإعداد وتقديم البرنامج التراثي »ميراث« (40 حلقة لفائدة القناة الأولى، إضافة إلى مشاركته في البرمجة الفنية لبرنامج »مواهب في القرآن الكريم« في العديد من دوراته وإعداد 30 حلقة من برنامج »روح وريحان« بثتها القناة الثانية خلال رمضان 2009.