٭ في الوقت الذي تأكد فيه عدم نقل مقابلات كأس العالم بعد أن طلبت قناة الجزيرة بمبلغ 15 مليون دولار وهو ما رفضته الحكومة المغربية على لسان وزير الاتصال أمام البرلمان المغربي الذي أيدها عن هذا الموقف الشجاع، مما يجعلنا نتساءل عن ما يمكن أن تملأ به القنوات المغربية مساحات البث الذي كانت تعول عليه في أيام المونديال بفترة زمنية لا تقل 270 دقيقة في وقت نسجل فيه وخلال الأيام العادية التي مرت من سنتنا هذه تراجعا ملحوظا في الانتاجات التلفزية الجديدة من قبيل السهرات الفنية والأفلام والمسلسلات حين عشنا ولمدة غير قصيرة فترة من التكرار والاعادة لأغلب الإنتاجات الفنية السابقة التي حفظها المشاهدون عن ظهر قلب لدرجة الاستخفاف وسرعة تحويل الإتجاه لقنوات خارجية بحثا عن الجديد والأفيد وبالإمتاع. إن المدة الزمنية التي كانت ستأخذها فترات نقل مقابلات كأس العالم يوميا ليست بالهينة (ثلاث مقابلات لزمن قوامه 270 دقيقة) ما يفرض على قنواتنا التلفزية إيجاد مقابل من البرامج وفي مستوى جلب اهتمام المشاهدين لملء هذا الفراغ الذي سيحدثه غياب نقل لقاءات كأس العالم، لأن أي استمرار في النهج الذي هي عليه حاليا باللجوء إلى ملء الوقت بما هو موجود والعودة باستمرار إلى (الثلاجة) لاخراج ما سبق وأن أنتج سابقا ووقع بثه المرة تلو الأخرى، فهذا التصرف واعد بهبوط نسبة المشاهدة إلى أسفل الدرجات، خاصة وأن جمهور المشاهدين لن يتوانى أولا في البحث عن القنوات التي تبث مقابلات كأس العالم، وما تبقى من هؤلاء المشاهدين الذين لا اهتمام لهم بالميدان الرياضي إن لم يجدوا ما يرضيهم بقنواتنا فهم حتفا سيغادرونها إلى قنوات خارجية. نتمنى أن تفاجئنا قنواتنا بالجديد الذي ينسينا غبن عدم نقل مقابلات كأس العالم التي تجري على أرض إفريقية وتباع منتوجاتها بالملايير ولا من ينهى عن المنكر...