يرتقب أن تتسلم الجزائر في الأسبوع القادم 28 طائرة من طراز "سوخوى 30 آم كا" من الجمهورية الروسية، بعد التوقيع على الصفقة خلال الأسبوع الماضي، وتتضمن الصفقة أيضا صيانة المصانع الروسية للغواصات الجزائرية التي سبق للجزائر أن اقتنتها من الاتحاد السوفياتي سابقا. وتصر الجزائر على أن تواصل مسلسل سباقها الجنوني للتسلح بطريقة غير مفهومة. ويتساءل المتتبعون عن الحوافز الموضوعية التي تجعل الجزائر تتصدر الدول المقتنية للسلاح في المنطقة وفي العالم. ولم يمر على خبر فشل المفاوضات بين الولاياتالأمريكيةوالجزائر بشأن تزويد الأخيرة بطائرات بدون طيار إلا أيام ، حتى أعادت الجزائر استئناف المفاوضات مع ممونها التقليدي روسيا. وترتب عنها التوقيع على صفقة ضخمة جديدة بعد الأزمة التي نشبت بين البلدين على خلفية إرجاع الجزائر لطائرات"الميغ 29" لموسكو بدعوى أنها غير مستوفية للمعايير المتفق عليها. وأكدت صحيفة الخبرالجزائرية انفراج الأزمة بين الجزائروروسيا، بالعودة إلى العمل ببنود صفقة توريد العتاد العسكري لسنة 2006، وهوما أكدته في وقت سابق مؤسسة "روس تكنولوجي" المتخصصة في تصدير الأسلحة. وأعلنت المؤسسة الروسية على لسان مديرها العام سيرغي تشيميزوف، أن موسكو أبرمت صفقة لتزويد الجزائر بدفعة جديدة من الطائرات الحربية المتطورة من طراز سوخوى 30 آم كا"، المتعددة الاستعمالات، بهدف تمكين الجيش الجزائري من تحديث وتطوير أسطوله الجوي. وأضاف سيرغي تشيميزوف في تصريح لصحيفة نوفايا غازيتا قائلا: "ستقوم روسيا عما قريب بتوريد دفعة من المقاتلات الحديثة إلى الجزائر، تسلم بحلول العام2011"، مشيرا إلى أن قيمة الصفقة تقدر بحوالي مليار دولار، وهو التصريح الذي جاء بعد أسبوعين من إعلان شركة التصنيع الحربي الروسية، تزويد الجزائر بدفعة أخرى تتكون من 16 طائرة حربية من طراز "سوخوي 30 أم كا إي"، وذلك تنفيذا لاتفاق مسبق تم التوصل إليه عام 2006، بين الرئيس بوتفليقة ونظيره الروسي السابق، فلاديمير بوتين، تتضمن تزويد الجيش الجزائري ب 28 طائرة مقاتلة. وأفادت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء أنه بموجب هذه المفاوضات، ستخضع الغواصات الجزائرية التي تم استيرادها خلال الحقبة السوفياتية، ثم من روسيا، للصيانة والتطوير في المصانع الروسية، وهي المعلومة التي نقلتها "نوفوستي" عن المتحدث باسم دائرة الشؤون البحرية في مؤسسة "روس أوبورون اكسبورت" الروسية ألكسي كوزلوف، على هامش معرض الأسلحة والمعدات الحربية الآسيوي المقام بالعاصمة الماليزية كولا لامبور في الفترة من 19 إلى 22 أبريل الجاري. من جهة أخرى أفادت وسائل الإعلام الجزائرية أن الجزائر قد شرعت في مفاوضات مع جنوب إفريقيا لشراء طائرات استطلاع من دون طيار مصنعة محليًا وأنه تم الاتفاق مبدئيًا على تدعيم الجيش الجزائري بما يطلبه من عتاد، أما مشروع تركيب طائرات استطلاع من دون طيار الذي كان محل اتفاق مع منظومة الدفاع التركية منذ 2003، فلم يعرف تقدمًا.