تنفرد القناة الثانية، بخاصية غريبة لن يجد المرء لها نظيرا في جميع محطات وقنوات العالم الفضائية، وهي على كل حال خاصية ليست حميدة، وتتمثل في عدم احترام أهل البرمجة لمواعيد العديد من البرامج، وبصفة خاصة النشرة الاخبارية المسائية، وإذا كان من راغب في متابعتها فعليه البقاء أم التلفاز، أو ترقبها ابتداء من العاشرة الى منتصف الليل.. فهم يعطون الأفضلية والأسبقية لكل البرامج وحتى الافلام أن تنتهي وقت ما تشاء دون احترام لتوقيت النشرة، ثم تغرق في وصلة إشهارية طويلة ومملة، وتخوض في عمليات سحب الرهان، لتعاود إمطارنا بالاشهار. ولايهم ان امتد ذلك حتى ما بعد منتصف الليل.. تصوروا، بين قراءة موجز النشرة وبدايتها قد يمتد الوقت عشر دقائق وهنا يجدر بنا أن نطرح بالمناسبة التساؤل التالي لماذا تم إلغاء نشرة المساء الأولى التي كانت تذاع في الثامنة إلا ربع، والاكتفاء فقط بنشرة المسائية التي لايعرف المشاهد موعدها بالتحديد، والأدهى من ذلك، أن البرامج التي نتوصل بنسخة منها ويتم تحديد توقيت نشرات المسائية فيها لا يتم احترامها بتاتا فكل مساء وموعد جديد. وهذا يحدث ارتباكا واضحا لدى المشاهدين الذين يفضلون متابعة نشرة المسائية عن غيرها بما تتميز به من بحث وجرأة، وكذلك أنشطة وطنية ودولية مركزة تجعل المشاهدين يقبلون عليها. بصفة مستمرة، ولكن تأخيرها وعدم ضبط توقيت معين يحترمه المبرمجون، يضيع الفرصة على المتابعين، وكذا الراغبين في معرفة مستجدات النشرة الجوية وبالتالي يجر هذا التأخير التعب الى عشاق الرياضة من خلال الموجز الرياضي الذين تراهم يغالبون النوم. ومنهم من يستسلم للرقاد. أن أي قناة تحترم نفسها، وتحظى بنسبة مشاهده مرتفعة يجب أن تحترم مواعيد نشرات الأخبار، التي تحدد هي ساعة بثها. ويتعود المشاهدون الالتقاء معها في الوقت المحدد، بل ويضبط معها النظارة أحيانا أوقات ساعاتهم. كما هو معمول به في القنوات العالمية. فهل يتم تحديد موعد بث نشرة المسائية يتم احترامه؟ سؤال نترقب أن نلمس الجواب عنه على أرض الواقع. وتلغي القناة الثانية هذا »التميز« غير المحمود.