أسدل الستار يوم الأحد بمركب الأمل بالدارالبيضاء على منافسات الدورة السادسة والعشرين لجائزة الحسن الثاني الكبرى لكرة المضرب ، التي تبلغ قيمتها المالية 537 ألف دولار. وشكل الجمهور الغفير والمستوى المشرف الذي ظهر به اللاعب المغربي رضا العمراني أهم النقط البارزة في هذه التظاهرة الرياضية الكبرى ، ذلك أنه على مدى أسبوع استمتع الجمهور الذي حج بكثافة إلى مركب الأمل بلقاءات ذات مستوى جيد طبعتها الندية والتشويق واستغرق بعضها أزيد من الساعتين والنصف . ويعزى هذا التنافس القوى إلى قيمة ومستوى اللاعبين الدوليين المشاركين والمصنفين ضمن أل 100 الأوائل ومن بينهم السويسري وأورينكا ستانيسلاس، المصنف 20 عالميا والأول في هذا الدوري الذي توج باللقب، والروماني هانيسكو فكتور المصنف 39 عالميا وغيرهما . وأضفى الجمهور بحماسه وتشجيعاته رونقا خاصا على المباريات ، وكان نعم المساند لمن قدم الأفضل . وفي هذا السياق نوه عدد من اللاعبين بالدور الهام الذي لعبه الجمهور من أجل تحفيزهم على العطاء أكثر. وكان للمستوى المشرف الذي ظهر به اللاعب المغربي رضا العمراني ، الأثر الكبير على إقبال الجمهور بحيث أنه خلال اللقاءات التي خاضها كان الحضور الجماهيري بارزا اعتبارا للنتائج التي حققها هذا اللاعب مما أنساه إقصاء المهدي الزيادي وطلال الوهابي وجعله يسترجع اللحظات الممتعة التي عاشها مع عطاءات النجوم المغاربة الثلاثة كريم العلمي وهشام أرازي ويونس العيناوي ، الذين أهدوه لقبين أولهما فاز به أرزي في 1997 والثاني أحرزه العيناوي سنة 2002 . ومن بين اللحظات الممتعة التي طبعت الدورة لحظة تكريم يونس العيناوي قبيل انطلاق المقابلة النهائية. فخلال هذا الحفل ، حيا الجمهور بحرارة هذا النجم المغربي الذي تأسف لغيابه عن المشاركة في منافسات جائزة الحسن الثاني الكبرى بسبب الإصابة. وإلى جانب المنافسات ، وضع المنظمون برنامجا تنشيطيا هاما ، تضمن قرية للأطفال وأخرى للمستشهرين وعروضا في كرة المضرب قدمها لاعبون مرموقون في مقدمتهم يونس العيناوي وهشام أرازي وحفلات موسيقية لإضفاء جو من الترفيه على هذا العرس الرياضي. ومن جهة أخرى، حظيت الدورة باهتمام إعلامي كبير إذ تولت تغطيتها العديد من وسائل الإعلام الوطنية والدولية . وعلى الصعيد التقني تم خلال هذه الدورة تطبيق مقتضيات القانون الجديد للإتحاد الدولي منها إعفاء رؤساء المجموعات الأربع من إجراء الدور الأول ومنح نقط للمنهزمين في الدور الأخير من الإقصائيات، وتحمل تكاليف إقامة اللاعبين المشاركين في سبورة الإقصائيات. وقد بدأت جائزة الحسن الثاني الكبرى مع مرور الدورات تأخذ بعدا دوليا هاما، حيث أضحت تضاهي أهم الدوريات العاليمة باستقطابها للعديد من نجوم الكرة الصفراء الذين لم يترددوا في التعبير عن رغبتهم في العودة للمشاركة في هذه التظاهرة ، كما جاء ذلك على لسان السويسري واورينكا الفائز باللقب . ويذكر أن أول دورة لجائزة الحسن الثاني الكبرى أقيمت سنة 1984 بمراكش لتستمر أربع سنوات قبل أن تنتقل سنة 1989 إلى الدارالبيضاء التي احتضنت لحد الآن 21 دورة . وقد فاز اللاعبون الإسبان بست دورات والأرجنتينيون بخمس والفرنسيون بأربع ، علما بأن أول فائز بالدورة هو الشيلي هان جيلدمايستر .