تعيش المدينة القديمة هذه الأيام على وقع مجموعة من المشاكل البنيوية خاصة تلك المتعلقة بجوانب التطهير السائل والإنارة العمومية، وفي تطور مثير تعرف مجموعة من الدروب تفاقم مشكل الواد الحار وانعدام قنوات الصرف الصحي في بعض دور السكن غير اللائق، حتى أصبح تسرب مياه الصرف الصحي والواد الحار والفضلات أمرا عاديا وانتشار الفئران الضارة والحشرات في بعض الأزقة وعلى سبيل المثال درب العميين وزنقة الفرينة الصغيرة ودرب زبوجة ودرب العروصة وزنقة جامع الشلوح ودرب سيدي الركراكي... ويتخوف السكان من احتدام المشكل مع اقتراب حلول فصل الصيف، خاصة بعدما بدأ امتزاج هذه المياه مع الماء الصالح للشرب في بعض المناطق. ومن جهة أخرى تعرف بعض الأزقة انتشار الظلام الدامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الإنارة العمومية المعطلة، حتى أصبح تعطيلها مسألة عادية واشتغالها أمرا استثنائيا، خاصة بدرب أزمور وزنقة الهلال الأحمر وزنقة اسفي وزنقة الشوح وسيدي فاتح وزنقة الصويرة... مما يشجع على انتشار الجريمة وانعدام الأمن، كل ذلك دون تدخل لشركة «ليدك» ذات التدبير المفوض، والتي لاتعير اهتماما لشكايات المواطنين وطلبات التدخل الصادرة عن مجلس مقاطعة سيدي بليوط، مما دفع بالمواطنين الى التساؤل عن مدى قدرة هذه الشركة على حل معضلة التطهير السائل والإنارة العمومية بالمنطقة، والتي كانت المدينة القديمة الى حد ليس بالبعيد تعرف تدبيرا أفضل عندما كان الملف يدبر من قبل المجالس المنتخبة. فإلى متى ستظل شركة «ليدك» تصم آذانها أمام أصوات السكان الذين انتظم بعضهم وتوجهوا للاحتجاج على مسؤولي الشركة والاحتجاج على اللامبالاة بمطالبهم، وفي وقت يعرف زيادات اللامتناهية في فواتير الماء والكهرباء، مطالبينا بالتدخل الفوري وتكوين خلية أزمة للوقوف على المشاكل البنيوية بالمنطقة.