تدور أحداث الرواية في سياق عوالم أسطورية غرائبية مشروخة بسياسات الازدواج، في فضاء متخيل يسمى هايدرا هودا هوس، يوسم بأرض الكهوف الكبرى. تشفير بدائي يضاعف سمة الخرافة في المتخيل. شخصيات المتخيل كائنات أسطورية من جنس السنتور. والسنتور بحسب ما تقول الميتولوجيا الإغريقية كائن خرافي. نصفه العلوي جسد إنسان ونصفه السفلي جسد حصان. تسمى في النص بكائنات الهوداهوس. بهذا التشفير المضاعف تنقش رواية "كهوف هايدرا هوداهوس1" طفرة نوعية في متوالية السرد الروائي عند سليم بركات. بدلا من تمثيل الهوية الذي طبع روايات (فقهاء الظلام، الريش، معسكرات الأبد، دلشاد)، حيث تحضر الهوية من خلال جماعة (الأكراد) متموضعة في جغرافيا محددة (الشمال السوري على الحدود التركية) و منقوشة في أصالة التاريخ، يتحرر النص الجديد من إكراه هذا التوضيع ويحلق بأجنحة التخييل الجامح في عالم متخيل بدون جغرافيا ولا تاريخ. لا وجود لأي جماعة بالمعنى الاجتماعي تضغط بسياسات هويتها على حرية التخييل، وتحشره في شرنقتها الإيديولوجية، و تحد من اندفاعاته التأويلية وانتهاكاته التخييلية .عالم متخيل صدامي يتأسس على إيقاع مواجهة راديكالية بين بارانويا السلطة ويوتوبيا الحرية، بين الخيال الشيطاني، خيال السلطة، والخيال التحرري، خيال المعرفة.