قام وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، بزيارة رسمية إلى سوريا بحث خلالها مع كبار المسؤولين عملية السلام والعلاقات الثنائية، والمسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأكدت مصادر رسمية سورية وتركية أن أوغلو ا لتقي أولا العماد حسن توركماني، معاون نائب الرئيس السوري، ثم نظيره وليد المعلم. وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الوزير التركي مع العماد توركماني-الذي كان يشغل سابقا منصب وزير الدفاع- مما يدل على إشراك الأخير في العديد من الملفات الإقليمية ومنها العلاقات مع أنقرة. وكشفت مصادر سورية وتركية مواكبة لزيارة أوغلو، أن الأخير بحث في دمشق عملية السلام ، وتحديدا استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا التي كانت ترعاها تركيا، بالإضافة إلى قضايا أخرى تتصل بالمصالحة الفلسطينية ومستجدات إقليمية ودولية أخرى. يُذكر إن وزير الخارجية التركية سبق وجدد استعداد بلاده لاستئناف وساطتها في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل في حال رغب الجانبان المعنيان بذلك، يضاف إلى ذلك أن الرئيس السوري بشار الأسد أكد أكثر من مرة تمسكه بالدور التركي. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن في تصريح له، الأربعاء الماضي، استعداده للقاء الرئيس الأسد فورا ، لكن بدون شروط مسبقة، ورد عليه وزير الخارجية السوري بمطالبة تل أبيب إعلان نيتها أولا بالانسحاب من هضبة الجولان التي احتلها عام 1967 قبل الدخول في أي مفاوضات. يُشار إلى أن المفاوضات الإسرائيلية السورية غير المباشرة، التي جرت على عدد جولات في إسطنبول، لم تصل إلى أي نتيجة، وتوقفت عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة العام الماضي. من جهة أخرى، شهدت العلاقات السورية التركية قفزة نوعية خلال السنوات الماضية، تمثلت في تشكيل مجلس التعاون الإستراتيجي المشترك في أكتوبر من العام الماضي، والذي أقر إلغاء سمات الدخول لمواطني البلدين.