طالب المشاركون في ندوة نظمتها جمعية أنصار ومحبي اتحاد الفتح الرياضي أول أمس الأربعاء بقاعة المهدي بنبركة بالرباط حول موضوع »الفتح ورهان المستقبل« المسؤولين عن الفريق الرباطي بإعداد خارطة طريق تساهم في توفير منتوج كروي قابل للتسويق، وقادر على المنافسة واستقطاب المستشهرين خصوصا بعد تحول نادي الفتح إلى مقاولة قائمة الذات، وأكدوا على ضرورة رد الاعتبار لمدرسة الفريق لكونها تشكل مشتلا ورافدا أساسيا لتنمية وتطوير ممثل العاصمة على غرار ماهو معمول به في الأندية العالمية. كما دعا المشاركون المكتب المسير للفريق إلى مد جسور التواصل بين مختلف الفعاليات وتوحيد الرؤى من أجل النهوض بالفريق والانتقال به من الهواية إلى الاحتراف. وركز عبد الله البقالي الرئيس الشرفي للجمعية في كلمة افتتح بها اللقاء على إحداث مقاربة شمولية بين جميع المكونات الفتحية واعتبر هذه الجلسة، وسيلة تفكير جماعي في مستقبل الفريق وإثراء المنتوج، مشيرا إلى أن عمل الجمعية يبقى تكميليا لما يقوم به المكتب المسير معتبرا هذه الندوة ورشا تواصليا لعدة أعمال قامت بها الجمعية ووجدت تجاوبا كبيرا من طرف مسؤولي الفريق وأضاف أنه مازال ينقص الجمعية بعض التواصل مع المكتب المسير للفريق. وأكد عادل العوفير كاتب عام الجمعية في كلمة مقتضبة على أهمية الدور الذي تلعبه هذه الجمعية في تأطير الجماهير الفتحية من خلال زرع محبة الفريق وخلق مبادرات أخرى من شأنها استقطاب الجمهور لدعم ومساندة الفتح، ودعا إلى تضافر الجهود لإعادة الجماهير إلى الملعب، وقال إنها مسؤولية الجميع مبرزا العمل الكبير الذي يقوم به الرئيس علي الفاسي الفهري رغم التزاماته المهنية. واعترف العربي الزياتي نائب رئيس الفريق بالنقص الحاصل في التواصل بين المكتب المسير والجمعية ووعد الجميع بأن هذا لن يحدث مستقبلا، وقال بأنه لا وجود لفريق بدون جمهور، منوها في نفس الوقت بالدور المحوري الذي لعبته جمعية أنصار ومحبي اتحاد الفتح الرياضي في إطار الإعداد لهذه المحطة التي جمعت بين معظم المكونات الفتحية وذكر بأن المنهجية الجديدة للفريق تعتمد على الإشراك والتشارك، وأشار الى أن النادي بصدد الإعداد لمخطط محكم يرمي الى ولوج بوابة الاحتراف، واعدا الجميع بأنه سيتم عرض هذا المخطط على جميع الفعاليات بما فيها أعضاء جمعية أنصار ومحبي الفتح باعتبارها شريك أساسي داخل النادي. ومن جهته دعا المدرب عبدالله بليندة إلى إيلاء عناية خاصة بالجانب التقني باعتباره ركيزة أساسية للنهوض بالفريق، من خلال إعداد أطر ذات كفاءة عالية في الميدان، لأنه يضيف بدون هذه الأطر لايمكن أن ننشد الاحتراف الذي يتطلع إليه الجمهور الفتحي. وتساءل عن سبب غياب بطولات في الفئات الصغرى عكس ماهو معمول به في البطولات الأوربية. كما نوه المشاركة العالمية لصغار الفتح. وقام ميلود الصغير لاعب سابق في صفوف الفتح بتشريح أسباب عزوف الجمهور عن مساندة ودعم الفريق الرباطي ولخصها في غياب الفريق عن الممارسة ضمن القسم الأول واعتماده على 80 في المائة من اللاعبين من خارج المدينة دون الاستعانة بخدمات أبناء مدرسة الفتح إضافة الى ضعف النتائج. وقال بأن التسيير الهاوي من بين الأسباب الرئيسية لتراجع كرة القدم المغربية عموما ودعا في هذا الإطار الى خلق خلايا تهتم بالتنقيب على المواهب والطاقات الواعدة وادماجها في مدرسة النادي. وركز الحسين الحياني قيدوم الصحافيين الرياضيين على أن دور جمعية أنصار ومحبي الفريق يبقى استشاريا من خلال تقديم الدعم المعنوي للفريق، منوها بالمجهود الكبير الذي تقوم به الجمعية، وتأسف للوضعية الراهنة للفتح واعتبره ضحية لأخطاء الكرة الوطنية، ودعا الأسرة الفتحية الى العمل على خلق نوع من التواصل ودعم كل المبادرات الهادفة الى الارتقاء بالفريق الى أفضل المراتب. وهكذا اختتمت فعاليات هذه الندوة بتدخل جون زكيريناس أستاذ في علوم التواصل الذي شدد على تعبئة كل الطاقات والجهود من أجل الدعاية للفريق وتلميع صورته لدى الرأي العام من خلال تسويق منتوجه من طرف وسائل الإعلام وتوظيف الأنصار والمحبين بطريقة حضارية داخل الملعب وقال إن الرياضة وخاصة كرة القدم أصبحت صناعة وتجارة ورافعة اقتصادية يتطلب تسويقها والدعاية لها على غرار نظرائنا في البطولات الأوروبية، وأضاف أن الفرق الآن لم تعد تقتصر بالدرجة الأولى في مداخليها على إيرادات الملعب بقدر ما تعتمد على ماتسوقه من منتوج الفريق. والأكيد أن هذه الندوة أفرزت عددا من المقترحات على شكل توصيات سترفعها جمعية أنصار ومحبي الفتح بأمانة للمسؤولين عن الفريق. أقوالهم عن الندوة ميلود الصغير لاعب سابق في الفتح الرباطي من خلال عنوان هذه الندوة تبدو أهمية الموضوع الذي يناقش رهان مستقبل الفريق، وهي بادرة مشرفة وتحسب لجمعية أنصار ومحبي اتحاد الفتح الرياضي كما أن مثل هذه اللقاءات يجب أن تتكرر عدة مرات ، الحمد لله الفريق يسلك استراتيجية جديدة يهدف من خلالها ولوج عالم الاحتراف سيما بعد تحوله إلى مقاولة قائمة الذات ومسايرته لخارطة الطريق التي رسمتها الوزارة الوصية وكذا الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يبقى فقط مشكل عزوف الجماهير الرياضية عن مساندة فريقها داخل الملعب وهذا مرده بالأساس إلى اعتماد الفتح في ترسانته البشرية على 80٪ من لاعبين خارج مدينة الرباط كل ما أتمناه أن يلتفت الطاقم التقني إلى مدرسة الفريق لأنها هي قاعدة أساسية لتنمية الفريق والرياضة ككل. سعيد العوفير رئيس جمعية أنصار ومحبي اتحاد الفتح الرياضي »سعداء بهذا الحضور الكبير من رؤساء سابقين للنادي ولاعبين قدامى ومحبين وغيورين وأعضاء المكتب المسير الحالي ونشكرهم بالمناسبة على مشاركتهم الفعالة في هذه الندوة وإثرائهم للنقاش الجاد والإيجابي والرامي في مصلحة الفتح الرباطي والشيء الذي أسعدنا أكثر هو تواجد أناس ضمن الندوة غابوا عن الملاعب منذ مدة وهذا ويؤكد بالملموس أن البيت الفتحي يسوده الوئام والمصلحة العامة، ومن هذا المنبر أتوجه إلى رؤساء الجمعيات التي كانت تساند الفريق في الثمانينات للانخراط معنا في هذه الجمعية لدعم الفريق لأنه من غير المعقول أن نسمع في الإذاعة الوطنية والقنوات التلفزية المغربية أن الفتح فريق بدون جمهور. وهذا اتضح جليا خلال نهاية كأس العرش التي خاضها الفتح أمام الجيش الملكي، اعتقد أن عزوف الجمهور له مايبرره وذلك لغياب أو تغييب أبناء الفريق في التشكيل الأساسي عكس سنوات الثمانينيات عندما كان الفريق يتشكل من 80 في المائة من مدرسة الفتح والأحياء الشعبية للعاصمة«. هشام جدران مدرب سابق للفتح أثمن هذه المبادرة التي أخذتها جمعية أنصار ومحبي اتحاد الفتح الرياضي لتقريب وجهات النظر والعمل على تلاحم الأسرة الفتحية، وأتمنى أن يترجم ما تم التطرق إليه خلال هذه الندوة على أرض الواقع للنهوض بالفريق الذي بدأ يرسم طريقه نحو ولوج عالم الإحتراف، وشخصيا وحسب عملي كمؤطر في المجال الرياضي بإسبانيا أطمح الى أخذ الفرق الاسبانية كنموذج وقدوة لتنمية كرة القدم الوطنية وذلك بالتعاقد مع أطر ذات كفاءة عالية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والاعتماد على الشطرين القاعدي باعتباره ركيزة أساسية لأي تنمية رياضية. جون زكنريناس استاذ في علوم التواصل: يمكن اعتبار هذا اللقاء حدثا استثنائيا بكل المقاييس من خلال حضور فاعلين ناشطين من شخصيات رياضية تنتمي الى الفتح اجتمعوا حول طاولة واحدة لمناقشة موضوع أساسي ومهم جدا يتعلق بمستقبل فريق الفتح، والأكيد أن الفريق يتخبط في مشكل غياب الجمهور وهذا حسب وجهة نظري مرده الى انعدام التواصل مع الرأي العام من خلال وسائل الاعلام التي تعد الوسيلة الأنجح لتحبيب الفريق لدى الجماهير المطلوب وتكثيف الدعاية من خلال تعليق اللافتات في الشوارع لأننا نجد عند الأندية الأوروبية محلات لبيع منتوجاتها لكن للأسف الفتح يفتقد لهذه المسألة رغم أنها تساهم بشكل كبير في التعريف بالفريق.