تم إحضار المتهم إبراهيم لي موراي صباح أمس من المركب السجني بسلا إلى ملحقة سلا وسط إجراءات أمنية مشددة ، وذلك لمثوله أمام قاضي التحقيق للاستماع إليه تفصيليا فيما نسب إليه بشأن عملية السطو من مؤسسة مالية في بريطانيا بتهم »تكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة المسلحة والتزيي بزي نظامي دون حق، والاختطاف والاحتجاز والتزوير واستعماله« حيث كانت الشرطة القضائية قد تقدمت بشكاية إلى نظيرتها المغربية للبحث مع المتهم في ذات التهم. كما تقدمت السلطات القضائية البريطانية في وقت سابق بشكاية رسمية إلى نظيرتها المغربية بعد أن قدمت عدة طلبات لتسليم المتهم إليها، حيث عرض الملف على أنظار المجلس الأعلى، غير أن هذا الأخير قضى برفض الطلب على اعتبار أن القانون المغربي يمنع تسليم مواطنيه إلى أي بلاد أخرى ويبقى على الجهة المتضررة الالتجاء إلى القضاء المغربي. وهو الأمر الذي أكده محامي ابراهيم لي موراي، حيث أشار في تصريحات أوردتها مجموعة من الصحف الوطنية والدولية أن موكله مغربي ويتوفر على جميع الوثائق التي تثبت مغربيته، منها جواز السفر وعقود ازدياد مسلمة من طرف السلطات المغربية بسيدي إيفني، مسقط رأسه، إضافة إلى عقد ازدياد مسلم من القنصلية المغربية ببريطانيا، مشيرا إلى أن القانون المغربي صريح، ويقضي بأنه »لايمكن ترحيل مواطن مغربي إلى بلد أجنبي». ومازال لي موراي، معتقلا في السجن المدني بسلا (الزاكي)، منذ فبراير من 2007، حين صدور الأحكام الابتدائية في حق ما عرف ب«عناصر العصابة البريطانية«، وإدراج ملف تسليمه إلى السلطات البريطانية، وإثبات جنسيته المغربية، من طرف غرفة الجنايات الأولى بالمجلس الأعلى، لأزيد من سنتين. وحسب مذكرة الانتربول فإن «لي موراي» ومجموعته قاموا بعملية سطو بتاريخ 22 فبراير 2006 في مخازن شركة نقل أموال بريطانية، في منطقة كينت في المملكة المتحدة، استعملوا فيها أسلحة نارية متطورة كما كانوا يضعون أقنعة على وجوههم. وفي يوم 25 يونيو 2006، في عملية مشتركة بين الشرطة البريطانية والشرطة المغربية، اعتقل موراي في المركز التجاري ميغامول بحي السويسي في الرباط للاشتباه في تورطه في سرقة مستودع سيكيوريتاس. وقالت الشرطة المغربية إنهم اضطروا إلى استخدام «تقنيات متخصصة لإلقاء القبض على المشتبه فيهم لأنهم كانوا متخصصين في فنون القتال والأسلحة النارية». ونقلت الصحف البريطانية، عن المدعي العام السيد جون ناتينغ، قوله إن المؤشرات تؤكد أن العقل المدبر للسرقة ليس سوى المصارع المعروف، في رياضة العراك القفصي المسماة في بريطانيا »كيج فايت« ذي الأصل المغربي، لي موراي. وقال المدعي إنه في الوقت الذي استعادت فيه بريطانيا المتهم الثاني ضمن العصابة، بول آلان، مازال المشتبه الرئيسي لي موراي، رهن الاحتجاز في المغرب، حيث يطالب بتثبيت جنسيته المغربية. وأوضح المدعي أن الأدلة التي جمعتها السلطات، بناء على مكالمات هاتفية بين آلان ولي موراي، تدفع إلى الاعتقاد أن الأخير، كان العقل المدبر. وذكر المدعي العام أن موراي، وهو أب لطفلة واحدة، ومتزوج من بريطانية، فر من بريطانيا إلى هولندا، مع شريكه في السرقة، المصارع الاستعراضي الآخر بول آلان، 30 عاما، قبل أن يحطا الرحال بالمغرب، حيث كانا ينويان الاستقرار نهائيا. ويعتبر المتهمان لي موراي وبول آلان عنصرين من »عصابة الأربعة« البريطانية، المشتبه في تورطها في سرقة 53 مليون جنيه إسترليني، في عملية سطو على مخازن شركة نقل أموال بريطانية، بمنطقة كينت بالمملكة المتحدة في 22 فبراير 2006. وكانت غرفة الجنايات الابتدائية في ملحقة استئنافية الرباطبسلا قد قضت بأحكام تراوحت ما بين البراءة وثلاث سنوات حبسا نافذا وأداء غرامة مالية قدرت بأكثر من 300 ألف درهم في حق البريطانيين الأربعة، بالإضافة إلى مغربيين، بعد إدانتهم بما نسب إليهم. ووجهت لهم تهم »استهلاك مخدر الشيرا والمخدرات القوية (الكوكايين)، واستعمال العنف ضد رجال الأمن، والضرب، والجرح، والارتشاء«، كل حسب ما نسب إليه.