المغرب يجدد أمام القمة الافريقية التزامه بالمساهمة الفعالة في توطيد السلم والأمن بالقارة و يشدد على ضرورة احترام المبادئ الأساسية لحسن الجوار والحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول بعيدا عن نعيق الاعلام المعوق للجارة الشرقية الذي لخص كل مجريات القمة الإفريقية الأخيرة بأديس ابيبا , في فوز "مشبوه " و " ومريب " لمرشحته لمنصب نيابة رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي على حساب منافستها المغربية , وجند نظام الجنرالات كل أبواقه لتسويق انتصار دبلوماسي وهمي للرأي العام الجزائري , يكشف التعامل الناضج و المسؤول للدبلوماسية المغربية مع مخرجات القمة القارية البون الشاسع بين دولة تتطلع للمستقبل وتحترم التزاماتها وواجباتها الدولية و تتماهى معها بأرقى سلوكيات الحكمة و النضج و الهدوء و نظام مشدود الى الماضي ما زال يتفاعل مع المستجدات الإقليمية و الدولية بمنطق الغنيمة و سلوكات قطاع الطرق و البلطجية .
المملكة المغربية التي تجر خلفها قرونا من الحضارة و سجلا حافلا من العمل الدبلوماسي الرزين , جددت الأحد الماضي أمام القمة العادية الثامنة والثلاثين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، التزام المغرب لصالح السلم والأمن والتنمية المستدامة بالقارة الإفريقية، مسلطة الضوء على عدة محاور ذات أولوية في الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل إفريقيا مزدهرة ومندمجة وتنعم بالسلم.
الوفد المغربي الذي مثل المغرب أبرز أن المملكة تجدد التأكيد على ضرورة احترام المبادئ الأساسية لحسن الجوار والحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشددا على أهمية احترام سيادة والوحدة الترابية للدول، وداعيا إلى تجنب إيواء أو تحريض الجماعات الإرهابية والانفصالية، التي تهدد استقرار المناطق الإفريقية.
الوفد المغربي شدد خلال اجتماع خصص لعرض تقرير مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي حول أنشطته ووضعية السلم والأمن في القارة، وآخر حول "إسكات البنادق في إفريقيا"، على أن المملكة تؤكد اقتناعها بأن المقاربة العسكرية والأمنية الصارمة، وإن كانت ضرورية، غير كافية لوحدها من أجل الاستجابة للتحديات المعقدة للقارة.
الوفد أكد في المقابل على الحاجة إلى رؤية شاملة تدمج الأبعاد السوسيو-اقتصادية من أجل ضمان سلام دائم، مشيرا إلى أن هذه المقاربة، التي يتبناها المغرب : "إعلان طنجة"، حظيت بموافقة مؤتمر الاتحاد الإفريقي في فبراير 2023. وتعد هذه المقاربة، التي تبرز الارتباط بين السلم والأمن والتنمية، ضرورية لتسوية الأزمات الإفريقية. المغرب أثبت أيضا التزامه بالوقاية من النزاعات وتعزيز الحكامة الجيدة، مذكرا بمساهمته في توفير تكوين متخصص لملاحظي الانتخابات التابعين للاتحاد الإفريقي، من مختلف مناطق القارة الخمس و ذكر بالمناسبة بأن هذه المبادرة تهدف إلى توطيد الحكامة الديمقراطية وترسيخ العمليات الانتخابية النزيهة، الضرورية لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي بإفريقيا.
المملكة المغربية جددت ختاما , بصفتها عضوا في مجلس السلم والأمن، التزامها بالمساهمة الفعالة في توطيد السلم والأمن بالقارة، مؤكدة أنها ستواصل دعم المبادرات الرامية إلى تعزيز الاستقرار والتنمية في إفريقيا، وفقا للرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كما أعرب الوفد المغربي عن تهانئه للسيد بانكولي أديوي على إعادة انتخابه في منصب مفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية والسلم والأمن، مشيرا إلى أن الجهود الحثيثة التي بذلها المفوض طوال ولايته من أجل توطيد والحفاظ على السلم والأمن في إفريقيا كانت موضع إشادة، ومعربا عن ثقته في قدرته على مواصلة هذه المهمة الجوهرية.
مشاركة المملكة في قمة الاتحاد الإفريقي أثبتت ، مرة أخرى، دورها المحوري في تعزيز السلم والأمن والتنمية في إفريقيا. فمن خلال الدعوة إلى مقاربة شاملة ودعم مبادرات ملموسة، يتموقع المغرب كفاعل رئيسي من أجل بناء مستقبل مزدهر ومستقر للقارة الإفريقية