في احتفالية الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة.. وزير الشباب والثقافة والتواصل يؤكد على مواصلة الجهود لتعزيز مكانة الصحافة الوطنية وتحسين الوضعية الاجتماعية للعاملين بالقطاع في افتتاح فعاليات النسخة 22 للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة التي احتضنتها مدينة شالة الأثرية بالرباط، ألقى محمد المهدي بن سعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أمس الجمعة 13 دجنبر ،2024 كلمة سلط فيها الضوء على أهمية الصحافة كسلطة رابعة تسهم في بناء الديمقراطية وترسيخ القيم الوطنية، مؤكدا أن الصحافة المغربية كانت ولا تزال شريكا محوريا في الإصلاحات السياسية والمؤسساتية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشددا على الدور الأساسي للإعلام في تعزيز الوعي المجتمعي والنقاش العمومي.
وأوضح الوزير، أن قطاع الصحافة بالمغرب يعيش مرحلة جديدة من الإصلاحات الهيكلية، التي تشمل مراجعة مدونة الصحافة والنشر، وقانون الصحافي المهني وقانون المجلس الوطني للصحافة، تروم سد الثغرات والبياضات القانونية وتحسين البيئة المهنية، مع الحفاظ على التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية.
وفي هذا الصدد، أعلن بنسعيد عن إصدار مرسوم جديد للدعم المخصص للقطاع الصحافي، والذي يهدف إلى تمكين المقاولات الإعلامية الوطنية من العمل في بيئة تسهم في تنمية القطاع وتحفز الاستدامة وتعزز القدرة على المنافسة، سواء داخل المغرب أو خارجه، مبرزا أن هذا المرسوم يمنح فرصا استثمارية جديدة للمقاولات الإعلامية المغربية، بما يعزز من السيادة الإعلامية الوطنية ويواكب التحديات الإقليمية والدولية.
وأشار الوزير إلى أهمية مواجهة التحديات التي يفرضها التطور التكنولوجي المتسارع، من خلال دعوته إلى تعزيز التكوين المستمر للصحافيين والعاملين في القطاع الإعلامي بالاعتماد على الخبرات الوطنية والدولية، من أجل مواكبة أحدث التطورات، مؤكدا أن هذه الجهود تأتي في سياق استعداد المغرب لاستضافة أحداث رياضية دولية كبرى، أبرزها كأس أمم إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030، مما يستدعي جاهزية القطاع الإعلامي لمواكبة هذه التطورات وتغطيتها بمهنية واحترافية عاليتين.
وفي معرض كلمته، استعرض الوزير التعديلات النوعية التي عرفتها الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في دورتها الحالية، حيث تم رفع القيمة المالية للجائزة من 60 ألف درهم إلى 100 ألف درهم، وتوسيع نطاقها ليشمل الصحافيين المغاربة المعتمدين العاملين في وسائل الإعلام الأجنبية، إلى جانب إدراج الصحافة الجهوية في منظومة المنافسة، وقد ساهمت هذه التعديلات في زيادة الإقبال على الجائزة، حيث تم استقبال 134 ملف ترشيح، قُبل منها 123 بعد دراسة معيارية وقانونية دقيقة.
وأكد بنسعيد أيضا على أهمية تحسين الوضعية الاجتماعية للصحافيين، مشيرا إلى أن الصحافة مهنة نبيلة تتطلب مسؤولية كبيرة، وتعادل في أهميتها مهنا أخرى كالطب والتعليم والمحاماة، مشددا على ضرورة توفير بيئة عمل صحية ومتوازنة تضمن استقرار العاملين في القطاع ماليا ونفسيا وتعزز فرص شغل جديدة، إلى جانب إطلاق برامج شراكة مع مؤسسات وطنية ودولية لدعم التكوين المستمر.
واختتم محمد المهدي بنسعيد كلمته بالتأكيد على التزام الوزارة بالتفاعل الإيجابي مع توصيات لجنة تحكيم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، معربا عن شكره لأعضائها على عملهم المهني، مجددا تأكيده على أن الوزارة ستواصل جهودها لتعزيز مكانة الصحافة الوطنية، بما يضمن مساهمتها الفاعلة في خدمة المجتمع ودعم المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها المملكة.