بنعبو: التساقطات خففت من وطأة شح المياه بعد سنوات من الجفاف بعد يومين فقط من التساقطات المطرية والرعدية التي شهدتها مجموعة من الأقاليم،وخاصة في مناطق الجنوب الشرقي للمملكة، ارتفعت الواردات المائية بالسدود بنسبة 1 في المائة، حيث بلغت نسبة ملء السدود ببلادنا حوالي 28 في المائة. في هذا السياق ذكرت وكالة الحوض المائي لكير- زيز- غريس في مذكرة حول التساقطات الأخيرة، أن الأمطار التي تهاطلت في الفترة من 23 إلى 26 غشت الجاري، خاصة بأقاليم تنغير وميدلت والرشيدية، رفعت حجم المخزون المائي بالسدود الكبيرة التابعة لمنطقة عمل الوكالة إلى أكثر من 98,8 مليون متر مكعب. وبلغت الواردات المائية التي استقبلها سد المنصور الذهبي انعكست على نسبة ملء السدود وطنيا ،فيما يبلغ حجم الواردات الحالية بهذا السد ما مجموعه 72 مليون متر مكعب، بينما تبلغ نسبة ملئه حوالي 17 في المائة . واستقبل سد المنصور الذهبي بورزازات استقبل ما يناهز 7.23 ملايين متر مكعب في ليلة واحدة، وهي نسبة مهمة جدا ستمكن من تعزيز التزويد بالماء الصالح للشرب، وكذا سقي بعض المساحات الفلاحية. و على مستوى محطة تيزي نيسلي، بإقليم بني ملال، ساهمت السيول المائية في إنعاش حقينة سد بين الويدان بحوالي 10 ملايين متر مكعب، وذلك على إثر الأمطار القوية التي شهدتها جهة بني ملال-خنيفرة خلال الأيام القليلة الماضية. تساقطات مطرية من المنتظر أن تتواصل في الأيام القليلة القادمة بنسب متفاوتة،ستكون في غالب الأحيان عبارة عن زخات مطرية،و مصحوبة أحيانا بتساقط البرد،ستهم عددا من مناطق المغرب،وخاصة في الأطلسين الكبير والمتوسط وسفوحهما الجنوبية الشرقية، والمنطقة الشرقية، وشرق الريف. وفي هذا السياق أكد محمد بنعبو الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، في تصريح ل»العلم» أن التساقطات المطرية الأخيرة حملت بشرى سارة للفلاحين بمناطق الجنوب الشرقي للمملكة، وجنبت سكانه الأزمة المائية المعقدة التي يعانون من تبعاتها بسبب توالي سنوات الجفاف. وتابع بنعبو أن الجنوب الشرقي شهد تساقطات مطرية متكررة، بكميات مهمة في عدد من المناطق منها تنغير وورزازات،و التي عرفت سيولا فيضانية عززت نسبة ملء السدود بشكل جد ملحوظ. وأفاد الخبير في المناخ أنه بالمقابل فإن نسبة ملء الحوض المائي الملوية لا تتجاوز حوالي 22.51 في المائة،في حين كانت في نفس الفترة من السنة الماضية في حدود 27.82 في المائة. و عبر العديد من الفلاحين عن فرحتهم بهذه التساقطات،بالرغم من بعض الخسائر التي تعرضت لها فلاحتهم،والأضرار التي همت بعض البنى التحتية والأساسية، معتبرين إياها ستساهم في إنعاش الزراعة المحلية،وتحسين المحاصيل مستقبلا،و انتعاش المخزون المائي للمنطقة،و إعادة تغذية الفرشة المائية الجوفية.