الجزائر تكرر فضيحة بنبطوش في سيناريو أكثر رداءة ووقاحة أمام حالة التيه و الاحباط و التخبط التي تعيشها الدبلوماسية الجزائرية نتيجة النكسات و الإخفاقات المتتالية كان من الممكن انتظار و ترقب اي ردة فعل حمقاء جديدة لنظام العسكر بالجارة الشرقية ضمن مسعى يائس و بئيس لتسخين الأجواء الباردة للحملة الانتخابية الرئاسية. لكن قلة من المتتبعين تصوروا ان تتفتق عبقرية و خيال حكام قصر المرادية على استنساخ فضيحة بن بطوش في صيغة أشد بؤسا و غباء. على طريقة مافيات السطو و عصابات النصب و الاحتيال حضرت الدبلوماسية الجزائرية منذ أسابيع خطة تسريب عنصر انفصالي الى قاعة أشغال الاجتماع التحضيري للقمة اليابانية الافريقية ( تيكاد 9 ) بطوكيو , و كان هدف الجزائر ليس مجرد اقحام ممثل للبوليساريو الى اجتماع دولي و لو تطلب الأمر تمكينه مجددا من وثائق هوية جزائرية مدلسة و ضمن قائمة الوفد الدبلوماسي الجزائري المشارك في الاجتماع , بل إن خطط جنرالات قصر المرادية كانت ترمي الى توثيق لحظة إشهار يافطة جمهورية الخيام فوق مائدة اللقاء المستديرة و تسويقها للجزائريين في الاعلام الممسوخ كلحظة «انتصار دبلوماسية عظيمة» تبدد و لو مؤقتا غيوم الصفعات المتسلسلة على خد السياسة الخارجية لقصر المرادية . للأسف لم تكتمل فصول المسرحية الغشيمة و الرديئة لمخابرات العسكر الجزائري، التي حاولت أولا توريط اليابان الدولة المحتضنة للقمة الأفرويابانية , بعد أن رفضت الأخيرة توجيه الدعوة لكيان وهمي شبح غير معترف به أمميا , ثم توريط الاتحاد الافريقي الذي حصر قبل أسابيع رغم الاعتراض الجزائري الحضور الى مواعيد شراكاته الخارجية في الدول ذات السيادة المعترف بها من طرف الأممالمتحدة. حكومة اليابان المعنية الأولى باحتضان وتنظيم الاجتماع الوزاري لندوة طوكيو الدولية حول التنمية في إفريقيا , حسمت موقفها أول أمس السبت وجددت بشكل رسمي عدم اعترافها بالكيان الوهمي ل «البوليساريو». الوزير الياباني المنتدب في الشؤون الخارجية، فوكازاوا يوواشي، أكد خلال الجلسة الافتتاحية، كما أوردت قناة ميدي آن في نشرتها الصباحية لأول أمس السبت ، أن تسلل «البوليساريو» إلى الاجتماع «لا يغير البثة من موقف اليابان»،اليابان شددت أيضا، على أنها لا توجه الدعوة إلى قمم «تيكاد» إلا للدول الأعضاء في الأممالمتحدة. حكومة طوكيو الباحثة في إطار مؤسساتي مضبوط عن تفعيل و تمثين آفاق الشراكة مع القارة الافريقية , متعودة على المناورات القذرة و الخطط البئيسة للجزائر التي لها سوابق في تسريب عناصر إنفصالية دون صفة الى إللقاءات التحضيرية لقمم تيكاد السابقة. المسؤولية الآن ملقاة على عاتق أجهزة و مؤسسات الاتحاد الافريقي المطالب بالدفاع عن سمعة الإطار المؤسساتي للقارة من مثل هذه التصرفات الرعناء و السلوكات الصبيانية التي تمس مصداقية القارة و تخدش سمعة الاتحاد الافريقي كإطار تنظمه قوانين و قرارات تنطبق على جميع الأعضاء و على رأسها الجزائر التي تتحايل كل مرة على إدارة الاتحاد بتورط مباشر لبعض الموظفين لمنح إعتمادات مزورة لعناصر انفصالية بهويات و ووثائق رسمية جزائرية مدلسة . هذه الألاعيب الجزائرية القذرة , القائمة على سلوك الخداع و التزييف و التدليس تستعجل تدخل المنظومة القارية لتفعيل التدابير و الإجراءات اللازمة للحفاظ على تماسك و مصداقية الاتحاد الافريقي المدعو أولا الى التسريع بلفظ الكيان الوهمي المصطنع و طرده ثم معاقبة الجزائر عضو الاتحاد على انتهاكاتها المتسلسلة و المتعمدة بسبق الإصرار و الترصد لقوانين و قرارات الاتحاد و إساءتها المتكررة و الصارخة للأعراف الدبلوماسية الجاري بها العمل و لقواعد الشرف الدبلوماسية.