تحت شعار« تعبئة شاملة لصون المكتسبات التنموية والذود عن الوحدة الترابية » أقيمت أخيرا ،فعاليات مهرجان إقليم بوجدور في دورته الثالثة على إيقاعات مفعمة بالتحدي وجديرة بالاهتمام تروم الرقي بالإقليم و ضخ دماء جديدة من أجل تكريس قيم المواطنة والتسامح والانفتاح على الآخر . تميزت هذه الدورة على غرار الدورات السابقة بمشاركة مجموعة من الفنانين والرياضيين المعروفين على الصعيد الوطني و الدولي، مما جعل المهرجان يعرف انطلاقة حقيقية على غرار المهرجانات العالمية للنهوض بالإقليم ثقافيا وفنيا ورياضيا. وفي تصريح للعلم قال مدير المهرجان (محمد خيا) « الهدف من هذا المهرجان هو التعبئة الشاملة لأقاليمنا الجنوبية للتأكيد على دعم جميع ساكنتها و إطاراتها المدنية والسياسية والقبائل للتوجهات الجديدة والمبادئ الخمسة الكبرى التي أكد عليها الخطاب الأخير لجلالة الملك محمد السادس في عيد المسيرة الخضراء ،والتي تشكل خارطة طريق لبلادنا قصد التخلص من الأزمة المفتعلة لخصوم وحدتنا الترابية، والهدف الثاني هو التعريف بمدينة بوجدور وبأهم المنجزات الكبرى لجلب المستثمرين الأجانب إليها، و يشمل هذا المهرجان تنمية جميع المجالات بما تعرفه هذه الكلمة من معنى» . افتتح اليوم الأول من المهرجان بمسابقة في الشعر الحساني عرفت مشاركة أكثر من عشرين شاعرا من مختلف المدن الصحراوية ، أبانوا عن القيمة التراثية التي تمتاز بها منطقة أقاليمنا الجنوبية ، كما جسدت لحمة القبائل الصحراوية فيما بينها ، و أقيم عشية اليوم نفسه كرنفال بشارع الحسن الثاني بمشاركة كل فعاليات المجتمع المدني وساكنة بوجدور قاطبة، والذين أبانوا عن الغيرة على وحدتهم الترابية والذود عنها،و جسدوا للضيوف درسا في حب الوطن، كما تم افتتاح فضاء ساحة «جامع الفنا « وهو فضاء يماثل «جامع الفنا « بمراكش نظم أمسية شعرية( خيمة الشعر الحساني) بقلب الصحراء . و تم غلال هذا المهرجان افتتاح مجموعة من المشاريع التنموية التي أشرف عليها عامل الإقليم كالقاعة الرياضية المغطاة وبناء المسبح البلدي وإعطاء الإنطلاقة لأشغال مشروع بناء 40 فيلا اقتصادية بالكورنيش ،ووضع الحجر الأساس لبناء سوق السمك وإعطاء انطلاقة أشغال التجهيزات والبنيات التحتية للميناء ،وافتتاح فضاء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، كما أشرف على تتبع عروض الفروسية والهجن والمسابقات الرياضية للكرة الحديدية وألعاب القوى التي شارك فيها حوالي 17دولة من المغرب العربي و إفريقيا وأوربا. و أقيم في إطار هذه التظاهرة ،معرض للمخطوطات التاريخية، و الفن التشكيلي إضافة إلى قافلة طبية في تخصصات مختلفة. وعرف اليوم الثاني إضافة إلى الأنشطة الموازية، ندوة في موضوع «الجهوية الموسعة والتنمية بالأقاليم الجنوبية» والتي سلطت الضوء على مشروع الحكم الذاتي كمنهج سياسي إداري واقتصادي يعطي للساكنة المحلية بالصحراء صلاحيات واسعة في تدبير الشأن المحلي ، كما أن هذه الصلاحيات تبقى مرتبطة بالنسيج الإداري والاقتصادي والأمني للمملكة ككل ،خصوصا أن هذا الخيار يتماشى مع التوجه العالمي الذي أصبح يفرض التكتل والتكامل كقاعدة أساسية واستراتيجية لتأمين استمرارية النظم والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية في تلبية حاجات السكان ،ومقاومة هزات وعواصف الأزمات الاقتصادية. لذلك فاختيار المغرب للحكم الذاتي كحل واقعي لقضية الصحراء في إطار سيادة المملكة المغربية ،يكفل لكافة ساكنة المنطقة مكانتهم اللائقة ودورهم الكامل في مختلف هيئات الجهة ومؤسساتها، ويندرج في إطار بناء مجتمع ديمقراطي حداثي يرتكز على مقومات دولة القانون والحريات الفردية والجماعية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية . و أضاف في هذا الإطار «محمد خيا «مدير المهرجان ببوجدور ؛»لأول مرة بالمغرب استدعينا جل منسقي الجمعيات الأوربية الذين التقوا هنا بالمهرجان من أجل تكوين ائتلاف للدفاع عن الوحدة الترابية والتأكيد على مغربية الصحراء وقضيته العادلة بالمهجر». وتخللت المهرجان مجموعة من السهرات الفنية لمجوعة من الفنانين مغاربة وأجانب ،حيث أحيت الفنانتان اللبنانية «رولا سعد» والموريتانية « كمبانا منت أوعلي» والفنان»اركان» والداودي وفرق محلية أخرى، سهرات غنائية متميزة ،امتزجت فيها الموسيقى بالإبداع الغنائي في أجواء أخادة، زاد من متعتها إطلاق الشهب الاصطناعية لترسم لوحات فنية صفق لها ساكنة بوجدور كثيرا ، وزاد من تألقها الفنان الكوميدي سعيد الناصري بروحه المرحة والذي قام بتنشيط كل سهرات المهرجان، كما أحيت الفنانة المغربية» لطيفة رأفت» سهرة خالدة عرفت تكريم الفنان الكبير «محمد حسن الجندي» وقد صرح للعلم بهذه المناسبة ؛» أعتقد أن لساني لن يستطيع لساني التعبير عن شعوري حول هذا التكريم ، ولكن هذه المناسبة تجعلني أومن أن مثل هذه اللقاءات الثقافية والفنية هو الطريق الصحيح الذي يجب أن تسير عليه أمتنا في مشرقها ومغربها و في جنوبها وشمالها ،لأن الحركة الثقافية والأنشطة الفنية هي الوسيلة الوحيدة لإذكاء روح المحبة التي تجمعنا والوئام الذي نطمح إليه ، وهذه الأنشطة الثقافية والفنية هي التي إنشاء الله ستبدد كل غيوم الاختلافات ،لأننا ما خلقنا إلا لنكون أمة واحدة». وتم خلال هذه الأيام توزيع الجوائز على الفائزين في مختلف المسابقات الرياضية والثقافية ضمن هذه التظاهرة التي نظمتها عمالة إقليم بوجدور بتنسيق مع وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية وبدعم من المجالس المنتخبة والمؤسسات العمومية وفعاليات المجتمع المدني..