شكل برنامج مسار الذي يعده الزميل الصحفي عتيق بن شيكر أحد الشموع المضيئة ببرامج القناة الثانية على امتداد جلساته التي أعادت الإعتبار المعنوي للعديد من الرواد في المجالات الفنية المتعددة من غناء ومسرح وتشكيل ورياضة (أحيانا) في وقت أجمعت فيه آراء المتتبعين والمشاهدين على أن هذا البرنامج هو ذاكرة وطنية وفي ذات الوقت أرشيفا غنيا للقناة الثانية، إلا أننا مع الأسف ومنذ بداية الموسم التلفزي الجديد بالقناة مازلنا حتى الآن لم نشاهد لو حلقة جديدة من هذا البرنامج وهو ما يدعو إلى التساؤل عن دواعي هذا الغياب الذي نتمنى أن يكون تأخيرا وليس بإلغاء، خاصة والساحة الفنية ببلادنا مازالت بها عدة وجوه في مختلف المجالات الفنية والإبداعية بالعديد من الاختصاصات وأغلبها تعيش خريف عمرها تنتظر إلتفاتة من هذا البرنامج الذي يجب أن يستمر ويمنح له كل الإمكانات البشرية والمالية لمواصلة القيام بدوره كأحد البرامج التي توثق وتحتفي في ذات الوقت برواد الإبداع في هذا البلد السعيد. إننا ونحن نثير هذا الكلام حول هذا البرنامج نريد أن نلفت انتباه القناة الثانية إلى ضرورة السعي الفوري لتسجيل حلقات متتالية مع بعض المبدعين الذين طواهم النسيان أو الذين هم في فراش المرض علما بأن الفرصة فوتت على القناة اللقاء بالكثير منهم الذين غيبهم الموت. ونحن بهذا الطرح نريد أن يشعر مبدعونا الرواد بعد تضحياتهم وبناء الصرح الإبداعي في الزمن السابق بأن هناك من يتذكرهم على الأقل ويخرجهم من عزلتهم وقسوة الحياة التي يعيشونها ولعلني لست في حاجة إلى ترجمة الإحساس الكبير الذي يشعر به كل مكرم في هذا البرنامج الذي نتمنى أن نراه قريبا على شاشة دوزيم.