رزئ العمال الزراعيون خلال الأسبوع الفارط في عامل فلاحي مسمى قيد حياته ( جمال شهبون )، يبلغ من العمر 25 سنة، كان يشتغل حارسا ليليا بشركة دافيد بيرترون حيث مات غرقا بالحوض المائي للشركة( حسب تقرير التشريح الطبي) يوم 09 دجنبر الجاري في ظروف مجهولة. وقد خلف هذا الحادث المأساوي بالغ الأثر في صفوف العمال الزراعيين بمنطقة آيت عميرة الذين أكد أغلبهم أن مجمل العمال ظلوا طيلة حياتهم العملية خارج تغطية مدونة الشغل . وأثار هذا الإشكال كذلك جشع مجموعة من المشغلين الذين لا تهمهم الحماية الاجتماعية للأجراء الذين تربطه بهم علاقة الشغل، والذين يجسدون مثالا للعنجهية والتحايل على القانون. حيث قام أحد هؤلاء المشغلين " شركة دافيد بيرترون" بطرد أربعة عمال، أتبعهم ب 11 عاملة وعاملا، أعقب ذلك طرد كل من شارك في الإضراب الذي دعت له مركزية الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. كما تجدر الإشارة إلى أن شركة دافيد بيرترون بإقدامها على العقاب الجماعي لكل العمال بسبب انتمائهم النقابي ومشاركتهم في الإضراب ساهم في إشعال فتيل نزاع اجتماعي بالقطاع الفلاحي نتيجة التضامن العمالي الكبير معهم. إن فتح تحقيق في النازلة، وقياس مدى احترام المشغل لشروط السلامة وحفظ الصحة بضيعاته من شأنه إثارة مسؤولية التقصير الجنائي في ما حصل. كما أن تسوية وضعيته في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بعد وفاته يطرح أكثر من علامة استفهام؟؟ إضافة إلى أن التصريح به من قبل المشغل في محضر حادثة الشغل ( الذي تتوفر الجريدة على نسخة منه) كمياوم يطرح من جديد سؤال الحماية القانونية للأجراء الذين يشتغلون في القطاع الزراعي، واحترام الضوابط في هذا المجال.