أحمد أبو طالب يكشف عن الأسباب والتأثيرات التي دفعته إلى تقديم استقالة مفاجئة بعد خمسة عشر عامًا لرئاسته بلدية روتردام أعلن أحمد أبو طالب، عمدة روتردام، اليوم الأربعاء 10 يناير الجاري، عن استقالته، بعد 15 سنة من توليه منصب رئيس بلدية المدينة الساحلية، ما أثار مفاجأة كبيرة في ثاني أكبر مدينة في هولندا. يظل السياسي البالغ من العمر 62 عامًا شخصًا محبوبًا في المدينة على الرغم من التحفظات المتزايدة في المجلس البلدي.
وألمح رئيس البلدية إلى ضغوط داخلية كانت السبب في اتخاذه هذا القرار، مشيوا إلى أن الوظيفة التي تولاها لعقد ونصف من عمره "مرهقة"، بحسب رأي أطفاله، وفي ظل تحدِّيات متنوعة، يعتبر أبو طالب أن الوقت قد حان لتعيين رئيس بلدية جديد.
وتأتي هذه الاستقالة بعد قرار عدم تنكيس العلم الإسرائيلي بسبب الهجمات التي نفذتها حماس، حيث أكد أبو طالب رغبته في تجنب زيادة "الاستقطاب في مدينته"، وعلى الرغم من ذلك، يظل أبو طالب شخصا محتفى به من طرف ساكنة المدينة ومحل ثقة، كما لا يزال يحظى بشعبية واسعة في روتردام.
وأدان أحمد أبو طالب، العمدة السابق لروتردام، بشدة هجمات مجلة شارلي إيبدو عام 2015، موجها قولة لاذعة عبر فيها عن امتعاض واستنكار للانتهاكات التي توجه للمقدسات الإسلامية والمسلمين، قائلا: "إذا كنت لا تحب أن يصنع الكوميديون صحيفة، فنعم، يمكنني أن أصف الأمر بهذه الطريقة: ابتعد !" لقد قال الكلمات ليس فقط كرئيس للبلدية ولكن أيضًا باعتباره "مسلمًا غاضبًا"..
وفي عام 2009، شهدت روتردام احتجاجات وأعمال شغب على شاطئ هوك فان هولاند، مما دفع أبو طالب إلى مناقشة المجلس البلدي والتعبير عن انتقادات لتصرفات الشرطة والسلطات المحلية. فيما بعد، تطور أبو طالب ليصبح رمزًا للمدينة ويحظى بشعبية ودعم كبيرين.
وعلى الرغم من نهجه المباشر والمتفاعل مع المجتمع، واجه العمد المغربي السابق أحيانًا انتقادات، خاصة في التعامل مع الجالية التركية عام 2017، حيث أصدر مرسوم الطوارئ لمنع حملة انتخابية تركية في المدينة.
وكمسؤول صارم، حذر أحمد أبو طالب على مستوى وطني ودولي من تصاعد نفوذ المنظمات الإجرامية، خاصة في ظل أهمية روتردام كنقطة عبور لتجارة الكوكايين الدولية. حيث دعا إلى فحص جميع حاويات الفاكهة الاستوائية في ميناء روتردام للحد من تهريب المخدرات.
وركز المسؤول الهولندي السابق على جهود مكافحة المخدرات، حيث زار كولومبيا لفهم كيفية التعامل مع تهريب المخدرات هناك. وحظيت جهوده في هذا السياق بدعم من مدينة لاهاي، ورغم أنه لم يحل المشكلة بشكل كامل، إلا أنه قاد روتردام في مكافحتها.
وفي إشارة إلى تقدير عمله، فقد حصل أبو طالب في عام 2021 على لقب أفضل رئيس بلدية في العالم، من خلال تتويجه بجائزة تمنحها مؤسسة في لندن كل عامين لأفضل عمدة.